وقال هشام: سمع رجل عِباديٌّ (?) نصرانيٌّ قول (?) سليمان:
وقد كان يُعطي السيفَ في الرَّوْعِ حقَّهُ (?)
فقال العِباديُّ: لقد وجدَه الموتُ ليلًا، وما أغنى عنه عِزُّه فتيلًا، وأصبح في التراب حاسرًا مسؤولًا، قد تبرَّأ منه الحميم، ومَلَّهُ الخليلُ والنديم، وصار إلى ربِّ العرش العظيم، يسألُه عما قدَّم، ويحاسبُه على ما اجترم.
فبلغ خالدًا قولُه، فأمرَ به فضُرب مئةَ سَوْط، وحلقَ رأسَه ولحيتَه وقال: يا خبيث، ومَنْ لم يذلَّ بالموت؟ ! فقال العِباديُّ: لو علمتَ أنك تذلُّ بالموت لما صنعتَ بي هذا كلَّه في كلمة ما قصدتُ بها مكروهًا، وأخفرتَ ذِمَّةَ نبيِّك، وظلمتَ رجلًا من رعيَّتك، وقد وكلتُك إلى الله يوم يَعَض الظالم على صديه. فرقَّ له خالد، وأعطاه خمسة آلاف درهم وقال له: حلِّلْني. فقال: أنت في حِلّ (?).
فقيه أهل الكوفة، من الطبقة الثالثة من التابعين.
وكان يقرأ في المصحف ودموعُه تبَلُّ الورق (?).
وقيل لإبراهيم النَّخَعيّ: من نسألُ بعدَك؟ قال: حمَّاد بنَ أبي سليمان (?)
وعنه أخذ أبو حنيفة العلم، وهو أوَّلُ من جلسَ في حلقته.
وكان أبو حنيفة يقول: ما أُصلي صلاة إلَّا وأترحَّمُ على حمَّاد (?).