وقيل: إن يوسف بن عمر لما قدم العراق استشار أصحابه من يولِّي خُراسان، فسمَّوْا له جماعة، منهم نَصْرُ بنُ سيَّار، فكتب إلى هشام بأساميهم، وأثنى على القيسيَّة، وكتبَ اسم نَصْر بن سيَّار الكِناني في آخرهم، وقال: هو قليل العشيرة بخُراسان.
فكتب إليه هشام يقول: قد فهمتُ كتابَك وإطراءك القيسيَّة، ولكنك تَقَيَّسْتَ عليَّ وأنا مُتخندِفٌ عليك (?)، وأمَّا قِلَّةُ عشيرة نَصْر؛ فما قلَّ مَنْ أنا عشيرتُه. وولَّاه خُراسان، وكتب إلى نَصْر أن يُكاتب يوسف بنَ عُمر (?).
ولمَّا وليَ نَصْر خُراسان؛ أحسنَ السيرة وعَدَلَ، فَعَمَرَتْ خُراسانُ عِمارةً لم تُعمر قبلَها مثلَها، فقال سوَّار بن الأشعر (?):
أضْحَتْ خُراسانُ بعد الخوفِ آمنةً ... من ظلمِ كلِّ غَشُومٍ الحُكم جبَّارِ
لما أتى يوسفًا أخبارُ ما لقيَتْ ... اختارَ نصرًا لها نصْرَ بنَ سيَّارِ
ووصل عهدُ نَصْر إليه في رجب هذه السنة، فكانت ولايةُ الكِرْمانيّ (?) شهرين، وقيل: ثلاثة أشهر.
وحجَّ بالناس [في هذه السنة] محمد بنُ هشام بن إسماعيل، وكان على مكة والمدينة والطائف.
وقيل: سليمان بن هشام بن عبد الملك.
وقيل: يزيد بن هشام بن عبد الملك.
وكان على العراق يوسفُ بنُ عُمر، وعلى قضاء الكوفة ابنُ شُبرمة، وعلى قضاء البصرة كثير بنُ عبد الله السُّلَمي، وقيل: عامر بن عبيدة الباهليّ (?)، وعلى خُراسان نَصْرُ بن سيَّار، وعلى أرمينية وأذربيجان مروان بن محمد (?).