شادَ الملوكُ قصورَهم وتَحَصَّنُوا ... من كلِّ طالبِ حاجةٍ أو راغبِ

فإذا تلطَّفَ للدُّخول عليهمُ ... عافٍ تَلَقَّوْهُ بوعدٍ كاذبِ

فارْغَبْ إلى مَلِكِ الملوكِ ولا تَكُنْ ... يا ذا الضَّراعةِ طالبًا من طالبِ (?)

وقال الخرائطي: قال بعض الحكماء: المالكُ [للشيء] (?) هو المسلَّط عليه، فمن أحبَّ أن يكون حرًّا فلا يهوى ما ليس له، وإلا صار عبدًا، قال عُروة بن أُذينة:

فما كيِّسٌ في الناس يُحْمَدُ رأيُهُ (?) ... فيوجدُ إلا وهْو في الحبِّ أحمقُ

وما من فتىً ما ذاق طعمَ مرارةٍ ... فيعشقُ إلا ذاقها حين يعشقُ

ووقفت سُكَينة بنتُ الحسين - عليه السلام - على عروة ومعها جَوارٍ، فقالت: يا عمّ، تدَّعي النُّسُكَ وتقول:

إذا وجَدْتُ أُوَارَ الحبِّ في كَبِدي ... عَمَدْتُ نحو سقاءِ القومِ أبتردُ

هَبْني بَرَّدْتُ ببرد الماء ظاهرَهُ ... فمَنْ لنارٍ على الأحشاءِ تَتَّقِدُ

ثم التفتَتْ إلى جواريها وقالت: هنَّ أحرارٌ إن كان هذا خرج من قلب صحيح (?).

وقال عبد الله بن عُبيدة (?) بن عمَّار بن ياسر: قلت لأبي السائب المخزومي: لقد أحسن عُروة بن أُذينة حيث يقول:

نزلوا ثلاثَ منىً بمنزلِ قلعةٍ (?) ... وهُمُ على غَرَضٍ لَعَمْرُكَ ما هُمُ

متجاورين بغير دار إقامةٍ ... لو قد أجَدَّ رحيلُهم لم يندموا

ولهنَّ بالبيت العتيقِ لُبانةٌ (?) ... والبيتُ يعرفُهنَّ لو يتكلَّمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015