فكلَّمه فيه عبَّاد بنُ زياد، فأمر أن يُسَيّر إلى دَهْلَك (?) -جزيرة في البحر- فكلَّمه فيه سليمان بنُ عبد الملك وقال: إنَّه ابنُ العمِّ ورجل صالح عابد، فإنْ سيَّرتَه إلى دَهْلَك؛ هلك وتقوم علينا الشناعة، فسيَّره إلى الحِجْر، فأقام حتى هلك الوليد.
فلما قام سليمان ردَّه إلى دمشق، فانتقل إلى الشَّراة (?).
وحكى أبو مسعود الدمشقيّ (?) أنَّ الوليد رأى أباه عبدَ الملك في المنام، فقال: لِمَ تُؤذي عليًّا وتظلِمُه؟ ! واللهِ لَيَسْلُبَنَّكُم مُلكَكُم. فزادَه ذلك بُغضًا.
وكان الوليدُ خبيثًا مبغضًا لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكتبَ إلى الآفاق يُشنِّع على عليّ ويقول: قتلَ أخاه.
وكان أبو مسلم الخُراساني يدَّعي أنَّه ابنُ سَلِيط، ومما عَدَّدَ عليه المنصور لمَّا ظفر به قال: زعمتَ أنَّك ابنُ سَلِيط، فلم ترضَ حتى نسبتَ إلى عبد الله غيرَ ولده، لقد ارْتَقَيتَ مُرْتَقًى صعبًا.
وكان عليُّ بن عبد الله على المدينة في وقعة الحَرَّة، فأحضَرَه مسرف بنُ عقبة (?)،
وقال له: بايعْ يزيد. فبايعَه (?).
[واختلفوا في وفاته، فحكى ابنُ سعد على قولين: فقال أبو معشر وغيره: ] توفّي سنة سبع عشرة ومئة.
[وقال الواقدي: ] سنة (?) ثمان عشرة ومئة [قال: وكان يصبغ بالسواد (?).