وكانت أمُّ البنين امرأةُ الوليد خلف الستر، فقالت: من هذا الأحمق؟ وسمعها العُذريّ، فأنشد يعرِّضُ بأبيها، وكان قد جُلد في الخمر:
وَدِدْتُ وبيتِ اللهِ أنّي فَدَيتُهُ ... وعبدُ العزيز يومَ يُجلد في الخمرِ
فقالت للوليد: ما أجرأه عليك! فقال: كُفِّي لا يأتي بما بعده. يعني إلى قوله في القصيدة:
غَدَرْتُم بعَمرٍو (?) يا بني خَيطِ باطلٍ ... وكلُّكُمُ يبني البَنَانَ (?) على غَدْرِ
وخَيط باطل: مروان بن الحكم.
ثم أمرَ به الوليد، فأُخرِج، فجاء إلى عليِّ بن عبد الله بن عبَّاس فأخبره، فأعطاه حَمَالتَه وكساه. وقال العُذْريّ:
شهدتُ عليكمْ أنّكُمْ (?) خيرُ قومِكُمْ ... وأنَّكُمُ آلُ النَّبيِّ محمَّدِ
فنِعْمَ أبو الأضيافِ والطُّالِبِي القِرَى ... عليٌّ حليفُ الجُودِ في كلِّ مَشْهَدِ
فإنَّ الذي يرجو سواكُم وأنتمُ ... بنو الوارثِ الدَّاعي (?) لَغيرُ (?) مُسَدَّدِ
وإنِّي لأرجُو أنْ تكُونوا أئمَّةً ... تسوسون من شئتُم (?) بمُلكٍ مؤيَّدِ
وإنِّي لِمَنْ والاكُمُ لَمُواليًا ... وإنّي لِمَنْ عاداكُمُ سُمُّ أَسْوَدِ
وقال ابنُ الكلبيّ: كان عبد الملك صديقًا لعليّ صداقةً مؤكّدة، لم يزل أثيرًا عنده حتى طلَّق عبد الملك بنتَ عبد الله بنِ جعفر، فتزوَّجها عليٌّ، فتغيَّر عليه عبد الملك، وبسطَ لسانَه فيه، وقال. إن صلاته رياء وسُمعة، وكان الوليد يسمع ذلك من أبيه، فبقي في قلبه حتى آذاه بسبب سَلِيط (?).