وقال [أبو نُعيم: قال ميمون]: إن العبدَ إذا أذنبَ نكتَ في قلبه نُكتةٌ سوداء، فإن تاب مُحِيَتْ من قلبه، فترى قلبَ المؤمن مثلَ المرآةِ الصقيلة، ما يأتيه الشيطان من ناحية إلا أبصرَه، وأمَّا الذي يُتابع في الذنوب؛ فإنَّه كلَّما أذنبَ نكتَ في قلبه نكتةٌ سوداء، فلا يزال كذلك حتى يسودَّ قلبُه، فلا يُبصر الشيطانَ من حيث يأتيه (?).
وقال: لا تضربِ المملوكَ على ذنب، ولكن احْفَظْ ذلك كلَّه، فإذا عصى الله فعاقِبْه على معصية الله، وذكره الذنوب التي أذنبَ بينَك وبينَه (?).
وقال: لا خير في الدنيا إلا لرجلٍ تائب، أو رجل يعمل في الدرجات (?).
وقال ميمون: قال لي عمر (?) بن عبد العزيز: يا ميمون، احفَظْ عني أربعًا: لا تصحبنَّ سلطانًا وإن أمرتَه بمعروف ونهيتَه عن منكر، ولا تخلون بامرأةٍ أجنبية وإنْ أَقْرَأْتَها القرآنَ، ولا تَصِلْ من قطعَ رَحِمَهُ، فإنه لك أقطع، ولا تتكلَّمنَّ اليومَ بكلام تعتذرُ منه غدًا (?).
وتوفي ميمون بالرقة سنة ست عشرة -وقيل: سنة سبع عشرة- ومئة. وقيل: سنة ثمان عشرة (?).
[قال أبو القاسم عن] إبراهيم بن محمد السِّمَّريّ (?): صلَّى ميمون في سبعةَ عشرَ يومًا سبعةَ عشرَ ألفَ ركعةً، فلما كان في اليوم الثامنَ عشرَ انقطع في جوفه شيءٌ فمات.