وكان من خيار بني مروان، ولم يكن بمصر في أيام بني أمية أفضلَ منه، كان يأتي خراب المعافر راكبًا على فرس في السنة يومًا، فيدفع إلى عجائز هناك ما يكفيهنَّ طول السنة.

وكان خلفاء بني أمية يكتبون إلى أمراء أهل مصر لا يعصون له أمرًا.

وولدُه بالأندلس منهم بقيَّة، وكان لعمرو من الولد: إبراهيم، ومحمد، والوليد، وعبد الملك.

وروى عنه الحديث يزيد بن أبي حبيب وغيره (?).

السنة السادسة عشرة بعد المئة

فيها تزوَّج الجُنَيدُ الفاضلةَ ابنةَ المهلَّب بن أبي صُفْرة، وبلغ هشامًا فغضب، وعزله، وولَّى عاصمَ بنَ عبد الله بن يزيد الهلالي على خُراسان، وقال له: إنْ أدركتَه حيًّا فأزْهِقْ نفسَه.

فقدم عاصمٌ خُراسان وقد مات الجُنَيد، وكان بالجُنَيد مرض البَطَن.

دخل عليه جَبَلَة بن أبي روَّاد عائدًا، فقال له: يا جَبَلَة، ما يقول الناس؟ قال: يتوجَّعون للأمير. فقال له: ليس عن هذا أسألُك. وأشارَ بيده نحو الشام. فقال: يقولون: يقدَمُ على خُراسان يزيد بن شجرة الرُّهاوي. فقال: ذاك سيِّدُ أهلِ الشام. قال: ومَنْ؟ قال: عاصم الهلالي. فقال: لا مرحبًا به ولا أهلًا، إنه عدوّ جاهل (?). ومات قبل قدومه.

وفيها كانت الحرب بين الحارث بن سُرَيج (?) وبين عاصم وأهلِ خُراسان، وخلع الحارثُ هشامَ بنَ عبد الملك، ودعا إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والرضى من آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقصدَ مدينةَ بَلْخ وبها نصر بن سيَّار، فلَّما وصل إلى قنطرة عطاء- وهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015