قال: ] وكان عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - إذا قدمت عليه حُلَل يعزلُ منها حُلَّةً لرجاء ويقول. هذه لخليلي رجاء (?).
وقال رجاء: كُنْتُ واقفًا على باب سليمان، فجاءني رجلٌ لم أره قبل ذلك، فقال: يا رجاء، إنك قد ابتُليتَ بهذا، وابتُليَ بك، وفي دُنُوِّك منه الوَتَغ (?)، فعليك بإغاثةِ الملهوف والضعيف، فإنَّ مَنْ رفعَ حاجةَ ضعيفٍ إلى سلطان لا يقدرُ على رفعها ثبَّتَ اللهُ قدمَه في الآخرة إذا زلَّتِ الأقدام. ثم غاب عني. [الوَتَغ: الهلاك] ويقال: إن الرجل كان الخضر - عليه السلام -.
و[قال الحكم بن عُتيبة: ] كان رجاء خطيبًا فصيحًا، وكان يقصُّ على الناس، ويصحبُ الخلفاء، ويأمرُهم بالمعروف، فلمَّا توفّي عمر بنُ عبد العزيز انقطع عن صحبتهم، فسأله يزيد بنُ عبد الملك أن يصحبه فأبى. فقيل له: نخاف عليك منه. فقال: يكفيني إيَّاه مَنْ تركتُه لأجله (?).
[واختلفوا في وفاته، فقال الواقدي: ] مات رجاء بالشام سنة اثنتي عشرة ومئة، وقيل: سنة إحدى عشرة.
ولقي جماعة من الصححابة، وأسندَ عنهم، منهم معاذ بنُ جبل (?)، وعبدُ الله بن عَمْرو (?)، وأبو الدرداء، وأبو أمامة، والنوَّاس بنُ سمعان (?) ومحمود بن الربيع، وعُبادة بن الصامت، وأبو سعيد الخُدري، وجابر بن عبد الله، والمِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَة، ومعاوية، وأمّ الدرداء (?).