وخرج مع ابن الأشعث على الحجَّاج، فلما انهزم ابنُ الأشعث هرب عطيَّة إلى فارس، فكتب الحجَّاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن ادعُ عطيَّة، فإن لعنَ عليَّ بنَ أبي طالب؛ وإلَّا فاضْرِبْه أربع مئة سوط واحْلِقْ رأسه ولحيتَه. فدعاه، فأقرأه كتابَ الحجَّاج، فأبى عطيَّة أن يفعل، ففعل به محمد ذلك.
فلما وليَ قُتيبةُ خراسان؛ خرج عطية إليه، فلم يزل بخراسان حتى وليَ عُمر بنُ هُبيرة العراقَ، فكتب إليه يستأذنُه في القدوم، فأذِنَ له، فقدم الكوفةَ، فلم يزل بها إلى أن توفِّي في سنة إحدى عشرة ومئة.
وكان ثقةً، وله أحاديثُ صالحة، ومن الناس من لا يحتجُّ بحديثه (?).
وقد روى عن ابنِ عباس، ومعظمُ رواياته عنه في التفاسير (?).
واسمُه همَّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عِقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، أبو فراس المجاشعي البصري، والفرزدق لقب له.
[قال الجوهري: الفَرَزْدَقَةُ: القطعة من العجين، وأصله بالفارسية: برازدة، وبه سُمِّيَ الفرزدق، واسمه همَّام، فإذا جمعت قلت: فرازق (?).
وقال الفرَّاء: الفرزدق: الرغيف الحُوَّارَى (?) الواسع، شُبّه وجهُه به لِسَعَتِه.
وقال أبو نصر بن ماكولا: كان الفرزدق يُكنى في شبابه أبا مكيَّة (?).
وقال عثمان بن أبي شيبة: ] أحيا جدُّه صعصعة في الجاهلية ألف موؤودة، وحمل على ألف فرس، وكان الفرزدق يفتخرُ به وقال: