بكَيتُ ولم أملك دموعي وحُقَّ لي ... ونصر وشهابُ الحرب في الغُل مُوثَقُ

وفي ذكرهك قال نصر بن سيَّار:

إنْ أكُن مُوثقًا أسيرًا ليهم ... في همومٍ وكربةٍ وغُمومِ (?)

رهْنَ قَسْرٍ (?) فما وجدتُ بلاءً ... كإسارِ الكريمِ عند اللئيمِ

من أبيات.

وقال الفرزدق:

أخالدُ لولا اللهُ لم تُعْطَ طاعةً ... وَلولا بنو مروانَ لم يُوثِقُوا نَصرا

إذًا لَلَقِيتُم دون شَدِّ وَثاقِهِ ... بني الحربِ لا كُشْفَ اللقاءِ ولا ضَجرا

وكان أهل خُراسان قد لقَّبوا أسدًا الزَّاغ (?)، فخطبَ على منبر بَلْخ وقال: لقَّبْتُموني الزَّاغ! واللهِ لأزِيغنَّ قلوبَكم.

فلما تعصَّب لليمانيَّة على القبائل؛ فسدت الأمور، وبلغَ هشامًا، فكتب إلى خالد: اغزِلْ أخاك، فقد أفسد بالعصبيَّة البلاد. فكتب إلى هشام يستأذنُ لأسد في الحجّ، فأذِنَ له، فأرسل خالد إلى أخيه، فقدم عليه في دهاقين خُراسان في شهر رمضان، واستخلفَ على خُراسان الحكَمَ بن عَوانة الكلبيَّ (?).

وكان أسد قد أفنى دعاةَ بني العباس على ما ذُكر، فإنه أوَّلُ من قدم خُراسان في ولاية أسد أبو محمد زياد مولى همدَان؛ بعثَه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وقال له: انزل باليمن (?)، والطف بالمُضَرِيَّة (?). ونهاه عن رجل من أبْرَشَهْر (?) يقال له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015