قال وهب. فتزوَّج إبراهيم بعدها امرأة من الكنعانيين من العرب العاربة، فولدت له ستة نفر، منهم مدين الذي أرسل شعيب إلى أولاده، واسم هذه المرأة: قنطوراء بنت يقطان، وقيل: بنت منطور. قال ابن الجواليقي: وقال حذيفة: يوشك بنو قنطوراء بالمذار أن يُخرِجوا أهل البصرة منها كأني بهم خُزْرَ العيون عِراضَ الوجوه. قال ابن الجواليقي: ويقال: إن قنطوراء كانت جارية إبراهيم فولدت له أولادًا والترك من نسلها (?).
وقال أبو السائب المخزومي: تزوَّج إبراهيم امرأة أخرى يقال لها: حجون أو حجورا، فولدت له خمسة بنين، وقال ابن قتيبة: فجميع أولاد إبراهيم ثلاثة عشر رجلًا (?).
قلت: وقد حكى ابن سعد عن هشام ابن الكلبي عن أبيه عن أولاد إبراهيم (?) فقال: إسماعيل أكبر ولده وأمُّه هاجر قبطيَّة، وإسحاق وأمُّه سارة. وقد ذكرناه (?).
وقال ابن عباس: فرَّق إبراهيم أولاده فبعث إسماعيل إلى جرهم، وإسحاق إلى الشام، ولوطأ ابن أخيه إلى سدوم. وفي أيَّام الخليل أهلك اللهُ قوم لوط لما نذكر.
روى الضحَّاك عن ابن عباس قال: لما أراد الله عزَّ وجلَّ قبض روح إبراهيم أوحى إلى الأرض إني دافن فيكِ خليلي، فاضطربت الدنيا وتشامخت الجبال، وتواضعت منها بقعة يقال لها: حِبْرَى، فأوحى الله إليها: يا حِبْرَى، أنت شعشوعي، وأنت قدسي، وفيك خزانة علمي، وعليك أُنزلُ رحمتي، وأسوق إليك خيار عبادي، فطوبى لمن وضع جبهته فيك، فيك أدفق خليلي وصفييِّ، فمن صلى فيك أمنته يوم الفزع الأكبر.