إبراهيم خليلُ الله (?).
وقد روي أن المذبح كان بالقدس. وقال كعب الأحبار: نصُّ التوراة أنَّ الله قال لإبراهيم: خذ وحيدك الذي أحببته وامض إلى أرض الموريا -يعني صخرة القدس- وأصعدهُ على الصخرة صعيدة، أي قربه، فخرج وصاح بغلمانه: ابعدوا، مخافة أن يستغيث الولد بواحد منهم فيمنعه ممَّا يريد، فيبطل ثمرة قبول الأمر -وهو الثَّواب الدَّائم- فقال له: يا بنيَّ، انطلق بنا نقرِّب قربانًا، فأخذ السكين والحطب والنَّار، فقال الولد: وأين الصعيدة؟ قال: هي أنت، فقال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين فصعد على الصخرة وبنى عليها مذبحًا، وكتَّف الولد وجعله فوق الحطب، وأخذ المدية ليذبح الولد، فناداه الربُّ من السماء: يا إبراهيم، لا تمدَّ يدك إلى ولدك بسوء، فإني قد علمتُ وجميع ملائكتي وإنسي وجني أنك لم تمنع وحيدك عني، وإني قد باركت عليكما وفيكما. ثم التفت إبراهيم فأبصر كبشًا مربوطًا بقرنيه فأخذه وذبحه صعيدة عوض الغلام، ورجع الغلام إلى أمِّه سارة (?).
وقال وهب: كان المذبح بإيلياء من أرض فلسطين.
قلت: والواجب التوقُّف في هذا، فإنَّ الأدلة متعارضة من الجانبين: أمَّا على قول من قال إنه إسماعيل:
أمَّا الصُّنابحي فضعيف، وضَحِكُه - صلى الله عليه وسلم -إن ثبت الحديث- كان تعجُّبًا من قول الرجل، ولو كان ابن الذبيحين لما ضحك.
وأمَّا رواية أبي جمرة (?) عن ابن عباس أنَّه قال: الذبيح إسماعيل، فقد روى عنه الوالبي أن الذبيح إسحاق.
وأمَّا قول محمد بن كعب القرظي: إن الله قال بعد قصَّة الذبيح: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ} [الصافات: 112] فقد قال: نبيًّا وهذا لا ينفي أن يكون ذبيحًا.