أحبَّتْ أن أُعتقها عَتَقْتُها، ومَن أرادتْ أن أُمسكها مسكتُها ولم يكن مني إليها لشيء، فبكين يأسًا منه (?). وقيل له في ذلك فقال: وهل يستطيع رجل أن يأتي ذلك وأمر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - في عنقه؛ يسأله الله عنه يوم القيامة.

وقالت زوجته فاطمة: والله ما اغتسل عمر من جَنابة ولا احتلام حتى قبضه الله تعالى.

وقال العُتْبيّ: لما هجر عمر جواريه ونساءه كتبت إليه فاطمة بنت عبد الملك بن مروان: [من الوافر]

ألا [يا] أيها الملكُ الذي قد ... سبى عقلي وهام به فؤادي

أراك وَسِعتَ كلَّ الناسِ عَدْلًا ... وجُرْتَ عليَّ من بين العبادِ

وأَعطيتَ الرَّعيةَ كلَّ فَضْل ... وما أعطيتَني غيرَ السُّهادِ

فيقال: إنه عَطف عليها (?).

وقال مالك بن دينار: لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رِعاءُ الشَّاء في رؤوس الجبال: مَن هذا الخليفةُ الصالح الذي قد قام على الناس؟ فقيل لهم: وما علمكم بذلك؟ قالوا: إنه إذا قام خليفة صالح كفَّت الذّئاب والأُسد عن شائنا.

وقال ابن سعد: إن عمر بن عبد العزيز لما ولي خرج إلى مسجد دابِق ليلة ومعه حَرَسيّ، فمرَّ في الظلمة في المسجد فعثر برجل نائم، فرفع رأسه وقال: أمجنونٌ أنت؟ قال: لا، فهمَّ به الحَرسيّ، فقال له عمر: مَهْ، إنما سألني فأجبته (?).

وقال رجاء بن حَيوة (?): كان عمر بن عبد العزيز من أعطر الناس ومن أَلْبَسِ الناس، وأخْيَلِهم في مشيه، فلما استُخلف قَوَّموا ثيابَه اثني عشر درهمًا، كُمَّتَه وعِمامته وقميصه وقَباءه وقَرْطَقه وخُفَّيه ورداءه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015