روى يزيد بن هارون، عن يحيى بن المتوكّل، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر قال (?): بينا أبي يَعُسُّ المدينة إذ سمع امرأة تقول لابنتها: قومي فشوبي اللبن بالماء، فقالت: يا أماه، أما سمعتِ منادي أمير المؤمنين؟ إنه نادى أن لا يُشابَ اللبنُ بالماء، فقالت: وأين أنت ومناديه الساعة؟ ! قالت: فإذا لم يرني مناديه أما يراني ربُّ مناديه؟
فبكى عمر، ومضى وقد عرّف المنزل، فلما أصبح دعا بالمرأة وابنتها، فسألها هل لها زوج؟ قالت: لا، فقال: يا عبد الله، تزوَّجْها؛ فلو كانت لي إلى النساء حاجة لتزوَّجتُها، قال: فقلت: أنا عنها في غِنى، فقال: يا عاصم تَزَوَّجْها، فتزوَّجها عاصم، فجاءت بابنة فهي أم عمر بن عبد العزيز (?).
قال ابن سعد: فولد عاصم بن عمر بن الخطاب أمَّ عاصم، وهي أم عمر بن عبد العزيز، وأختَها حفصة بنت عاصم، وأمُّها أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله الثقفيّ (?).
وقيل: كانت الجارية من بني هِلال.
وقال ابن عساكر: ويقال: إن اسم أم عمر ليلى، سكنت دمشق مدة، وروى عنها ابنها عمر، وروت عن أبيها عاصم، عن جدّها عمر بن الخطّاب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "نِعْمَ الإدامُ الخَلّ" (?) أخرجه مسلم (?).