الزندقة؟ وعبد الله بن عبد الأعلى لم يكن زنديقًا، وإنما المتَّهم بالزندقة أخوه عبد الصمد، وسنذكره.
ولما مات أيّوب قال بعض الرجّاز:
إن يكُ أيوبُ مضى لشَانِه ... فإن داودَ لفي مكانِه
يُقيمُ ما قد زال من سُلطانِه
يعني داود بن سليمان.
ابن الزبير بن العوام، وأمه بنت مَنْظور (?) بن زَبَّان.
من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة، كُنيته أبو مصعب، وقيل: أبو حُكَيمة.
كان لسان آل الزبير جَلَدًا وفصاحةً وبَيانًا، جمع القرآن في ثمانية أشهر.
وكان يشهد القتال مع أبيه، ويبارز بين يديه، وغضب عليه يومًا فقيَّده، وهجم أهل الشام المسجد، فقال له أبوه: قم يا بني فرُدَّهم عني، فقام فردَّهم وهو مقيَّد، فلما قُتل أبوه لحق بعبد الملك فأكرمه.
وقال له يومًا: يا ثابت، لمَ غضب عليك أبوك فقيَّدك؟ هو كان أعرف بك حيث فعل بك ذلك، فقال: لأني نَهيتُه أن يقاتل بأهل مكة؛ لأنهم أخرجوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخافوه، ونهيته أن يقاتل بأهل المدينة (?)؛ لأنهم خذلوا عثمان وهو بينهم حتى قتل، فقال عبد الملك: شِنشِنَةٌ أعرفُها من أَخْزم.
ومن ولد ثابت: نافع، وخُبيب، ومُصعب.
فأما نافع: فكان من أعبد أهل زمانه، صام خمسين سنة، وكان يُعظِم المعاصي.