فلولا الحَبَّةُ السَّمراء ... لم نَحْلُلْ بِواديكم (?)
وبما روى أنس: أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بجارية في ظلِّ قصرٍ وهي تقول:
هل عليَّ ويحكم .. إن لهوتُ من حَرَج
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حَرَج إن شاء الله" (?).
قالوا: وأما قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} نزلت في قوم كانوا يشترون الكتب من الأسمار والأحاديث وأخبار الأوائل القديمة، فيُضاهُون به القرآن، ويقولون: هي أقدم وأفضل، فنُهوا عن ذلك (?).
وقد ذكرنا حديث ابن عمر والشبابة والراعي، وفيه كلام طويل.
وروى إبراهيم بن مُنذر الحِزامي قال: قدم ابنُ جامِع مكة بمال كثير، ففرَّقه في الضعفاء، فسأل عنه سفيان الثوري أو ابن عُيَيْنة، فقيل له: إنه يغني الملوك فيعطونه المال الكثير، فقال: كيف تَغَنَّى؟ فقال له بعض تلامذته: إنه يقول: [من المتقارب]
أطوِّف بالبيت معْ مَن يطوف ... وأرفع [من] مِئزَري المُسْبَلِ
فقال سفيان: بارك الله عليه، ما أحسن ما قال! ثم قال: وماذا؟ فقال:
وأسجدُ بالليل حتى الصَّباحِ ... وأتلو من المُحْكَمِ المُنْزَلِ
فقال: أَحسن الله إليه، ثم ماذا؟ فقال:
عسى فارجُ الهمِّ عن يُوسفٍ ... يُسخّر لي ربَّةَ المَحمِلِ