مُشْتَقَّةٌ من رسول الله نَبْعَتُهُ ... طابَتْ عَناصِرُه والخِيمُ والشِّيَمُ

اللهُ شرَّفه قِدْمًا وفَضَّله ... جَرى بذاك له فِي لَوْحِه القَلَمُ

كِلتا يدَيه غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما ... يَسْتَوكِفَانِ ولا يَعْرُوهما (?) العَدَمُ

سَهْلُ الخَليقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُه ... يَزِينُه اثْنَتانِ الحِلْمُ والكَرَمُ (?)

حَمَّالُ أثقالِ قَومٍ إذ هُمُ فُدِحُوا ... رَحْبُ الفِناءِ أَريبٌ حين يَعْتَزِمُ

أيُّ البَرِيَّةِ ليستْ فِي رِقابهمُ ... لأوَّليَّةِ هذا أو له نِعَمُ

عمَّ البَريَّةَ بالإحسانِ فانْقَشَعَتْ ... عنه الغَيايَةُ لا هِرْقٌ ولا كَهَمُ (?)

من مَعْشَرٍ حُبُّهم دينٌ وبُغْضُهُمُ ... كُفْرٌ وقُرْبُهمُ مَنْجًى ومُعْتَصَمُ

لا يَستطيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتهم ... ولا يُدانِيهِمُ قَومٌ وإن كَرُموا

همُ الغُيوثُ إذا ما أَزْمَةٌ أَزِمَتْ ... والأُسْدُ أُسْدُ الشَّرَى والبَأْسُ مُحْتَدِمُ

لا يَنْقُصُ العُسْرُ بَسْطًا من أكُفِّهمُ ... سِيَّانَ ذلك إن أَثْرَوْا وإن عَدِموا

يُستَدفَعُ السُّوءُ والبَلوى بحُبِّهمُ ... ويُسْتَرَبُّ به الإحسانُ والنِّعَمُ

مُقَدَّمٌ بعد ذِكرِ اللهِ ذِكرُهُمُ ... فِي كلِّ فَصْلٍ (?) ومَخْتُومٌ به الكَلِمُ

يأبى لهم أن يَحُلَّ الذَّمُّ ساحَتَهم ... خِيمٌ كريمٌ وأَيدٍ بالنَّدى هُضُمُ

فِي كفِّه خَيزُرانٌ ريحُه عَبِقٌ ... من كفِّ أرْوَعَ فِي عِرْنينِه شَمَمُ (?)

لا يُخلِفُ الوَعْدَ مَيمونٌ نَقِيبَتُه ... حُلْوُ الشَّمائلِ تَحْلُو عنده نَعَمُ

فلما سمع ذلك هشام غضب، وانقلبَتْ حَولتُه، وأمر بحبس الفرزدق، فحُبِس بمنزلٍ يقال له: عُسْفَان بين مكة والمدينة، فهجا الفرزدقُ هشامًا فقال: [من الطَّويل]

أيَحبِسُني بين المدينةِ والتي ... إليها قلوبُ الناسِ يَهوي مُنيبُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015