عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجةٌ نُعينك عليها؟ فاستحيى الرَّجل، فألقى عليٌّ عليه خَميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرَّجل بعد ذلك إذا رآه يقول: أشهد أنك من أولاد المرسلين.
[وروى ابن أبي الدنيا، عن رجل من أولاد عمار بن ياسر قال: ] كان عند علي بن الحسين قومٌ، فاستعجل خادمًا له بشِواء كان فِي التَّنُّور، فأقبل به الخادمُ مُسرعًا، فسقط السَّفُّود من يده على بُنَيٍّ صغيرٍ لعلي، فأصاب رأسه فقتله، فقال علي للغلام أو الخادم: أَنْتَ حُرٌّ؛ فإنك لم تَتَعَمَّدْه (?).
[وروى أبو نعيم، عن عمرو بن دينار قال: ] دخل علي بن الحسين على محمَّد بن أسامة بن زيد فِي مرضه يعوده، فجعل محمَّد يبكي، فقال له علي: ما الذي يُبكيك؟ قال: عليَّ دَين، فقال علي بن الحسين: كم هو؟ قال: خمسة عشر أَلْف دينار، فقال عليٌّ: هو عليَّ (?).
وقال أبو جعفر محمَّد بن عليّ: أوصاني أبي علي فقال: يَا بُنيّ، لا تصحَبَنَّ خمسةً ولا تُحادثهم ولا تُرافقهم فِي طريق، قلت: مَن هم؟ فقال: لا تصحبَنّ فاسقًا؛ فإنَّه يبيعُك بأَكْلَة فما دونها، ولا تصحبَنّ بَخيلًا؛ فإنَّه يقطع عنك ماله أحوجَ ما كنتَ إليه، ولا تصحبَنَّ كذّابًا؛ فإنَّه بمنْرلة السَّراب، يُبعد منك القريب، ويُقَرّب منك البعيد، ولا تصحبنَّ أحمق؛ فإنَّه يريد أن يَنفعك فيَضُرَّك، ولا تصحبَنّ قاطعَ رَحِمٍ؛ فإنِّي وجدتُه مَلعونًا فِي كتاب الله فِي ثلاثة مواضع (?).
[وقال أبو نعيم بإسناده إِلَى ابن عائشة، عن أَبيه قال: ] حجَّ هشام بنُ عبد الملك قبل أن يَليَ الخلافة [فاجتهد أن يَستلم الحَجَر فلم يُمْكنه، وجاء علي بن الحسين فوقف له النَّاس، فتنَحَّوا حتَّى استلم (?).