لا يشقَّ عليك فإنهم سيعيدونها. فرأى رجالٌ منهم في المنام قائلًا يقول: حرم الله أعزَّكم الله به، عمدتم إلى أنصابه فقلعتموها، الآن يتخطفكم الناس أو العوب، فأَعادوها، فجاءه جبريل فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل أصابوا في وضعِها؟ " قال: نعم، ما وضعوا منها نصبًا إلَّا بيد ملك. قال أنس: فلمّا كان عام الفتح بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تميم بن أسد فجدَّدها.

قال علماء السِّير: ثم جدَّدها عمر وعثمان، وبنو أميَّة: معاوية وعبد الملك بن مروان، وأوَّل من جدَّدها من بني العباس هارون، ثم ابنه المأمون. ثم الخلفاء (?).

وذكر الأزرقي في "كتاب مكة" عن جماعة من العلماء عن ابن عبّاس قال: هذا الحرم سابع سبعة إلى السّماء، وفيِ كل سماء حرم وبيت، وله طائفون يطوفون به، وسكّان من الملائكة، وكذا إلى الأرض السّابعة (?).

وقال الأزرقي: حدّ الحرم من طَرَفُ المدينة دون التنعيم عند بيوت تعار على ثلاثة أميال من مكة، ومن طريق اليمن طَرَفُ أضاة على دممبعة أميال من مكة، ومن طريق الطَّائف إلى بطن نَمِرة على أحد عشر ميلًا، ومن طَرَفِ العِوَاق إلى ثنيَّة خَل عشرة أميال، ومن طريق الجِعوَّانة في شعب آل عبد الله بن خالد بن أسيد على خمسة أميال، ومن طريق جُدَّة منقطع الأعشاش على عشرة أميال؛ فصارت الجملة ستة وأربعين ميلًا (?).

وحكى صاحب "المحيط" عن الهندُواني (?) أنه قال: حدُّه من قبل المشرق ستة أميال، ومن الجانب الثاني اثنا عشر ميلًا، ومن الجانب الثالث ثمانية عشر ميلًا، ومن الجانب الرَّابع أربعة وعشرون ميلًا. فصارت الجملة ستين ميلًا.

وهو وهمٌ من الهندُواني؛ وما ذكر الأزرقي أصحُّ، لأنه ذكر الحدود على ما شاهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015