فقال يحيى بن عروة لأبيه: إن عبد الله يُبذِّر ثَمَرك، ويَتَسخّى فيه، ويُطعمه النَّاس، قال عروة: فلِهِ العام أَنْتَ، فوليه يحيى، ومنع النَّاس أن ينالوا منه شيئًا، وسدَّ الثّلمة، وباعه مثل ما باعه عبد الله فِي العام الماضي، فنقص نُقصانًا فاحشًا، فقال يحيى: والله ما رَزَأْتُ منه شيئًا، فقال عروة: قد كان عبد الله يأتينا بأرزاقنا، وكان النَّاس ينالون منه أرزاقهم، فمنعتَهم فمنَعَنا الله ذلك.
وبلغ عبد الله بن عروة ستًّا وتسعين سنة، لم يكن بينه وبين أَبيه إلَّا خمس عشرة سنة.
وهو كان رسول عبد الله بن الزُّبير إِلَى الحُصَين بن نُمَير حتَّى لحقه بمكة عند وفاة يزيد بن معاوية.
وكان عبد الله قد اعتزل النَّاس، وخرج عن المدينة، فقيل له: تركتَ المدينة دار الهجرة والسنة، فلو رجعت إليها ولقيتَ النَّاس، فقال: وأين النَّاس؟ إنما النَّاس رجلان: شامت بنكْبة، أو حاسدٌ لنِعمة.
وكان لعبد الله بن عروة من الولد: عمر، وصالح، وعائشة، أمهم أم حكيم بنت عبد الله بن الزُّبير، وسلمة، وسالم، ومسَالم، وخديجة، وصفية، وأمهم أم سَلَمة بنت حمزة بن عبد الله بن الزُّبير.
وروى عن عبد الله الزُّهريُّ، وكان ثقةً قليلَ الحديث (?).
وأما يحيى (?) بن عروة فروى عنه الزهري، وكان قليل الحديث.
كان له من الولد: عروة، وأمه زينب بنت عُبيدة بن المنذر بن الزُّبير، ومروان الأكبر، ومحمَّد الأكبر، والزُّبير، لا بقيَّة لهم، وأم يحيى، وأسماء، وأمُّهم أم إبراهيم بنت إبراهيم بن عبد الله بن نُعيم بن النَّحَّام العَدَويّ. والحكم، وأم عبد الله، وعائشة، وأمهم أم إبراهيم هذه، وعبد الملك، ومروان الأصغر، ومحمَّد، لأم ولد.