وقال الواقديّ: قُطعت رجل عروة والوليد حاضر، فلم يشعر (?) الوليد بها حتَّى كُويت، فشمّ رائحة الكيّ.
[وحكى ابن هشام عن الزهري قال: وقعت الأَكِلَة برجله وهو بوادي القُرى يريد الشَّام وافدًا على الوليد، فلما قدم الشَّام وقُطعت رجله لم يَزد على قوله: حَسِّ حَسِّ (?).
وقال أبو المُطَرِّف: البغلةُ التي قتلت محمَّد بن عروة كان الحجاج بعث بها إِلَى الوليد.
قال ابن أبي الدنيا: ] وقدم على الوليد فِي ذلك اليوم قومٌ من بني عَبْس فيهم رجل ضرير، فسأله الوليد عن عينيه فقال: بتُّ ليلة فِي بطن وادٍ، ولا أعلم عَبْسِيًّا فِي الأرض يزيد ماله على مالي، فطَرَقنا سَيلٌ، فذهب ما كان لي من أهل ومال وولد؛ غير صبيٍّ مولود وبعير، وكان البعير صَعْبًا فنَدَّ، فوضعتُ الصّبيَّ واتَّبعت البعير، فلم أجاوزه حتَّى سمعتُ صَيحةَ الصّبيّ، فرجعتُ إليه ورأسُ الذئب فِي بطنه فأكله، واستدرْتُ إِلَى البعير لأحبسه، فنَفَحني برِجله، فأصاب وَجهي فحَطَمه، وذهبت عيناي، فأصبحتُ لا أهل، ولا مال، ولا وَلَد، ولا عينان، فقال الوليد: انطلقوا به إِلَى عروة فيخبره بخبره؛ ليعلَمَ أن فِي النَّاس مَن هو أشدُّ بلاءً منه وأعظم (?).
وقال الواقديّ: قُطعت رجل عروة من نصف الساق، وعاش بعدها ثماني سنين أو أكثر.
[وقال الواقديّ: ] ولما قدم المدينة تلقّاه النَّاس يَبكون وهو يَسترجِع، فقال له عطاء بن أبي ذؤيب رجل من قومه: يَا أَبا عبد الله، والله ما كنا نحتاج أن نُسابق بك ولا نُصارع، وإنما كنّا مُحتاجين إِلَى رأيك، والأُنسِ بك، والاستفادة من علمك، وقد بقي لنا ما كنا نحبُّ منك، وما أُصبت به فهو ذَخيرةٌ لك عند الله (?).