[وروى يعقوب بن شوذب قال: ] كان عروة إذا كان أيام الرُّطَب ثَلَم حائطَه فيدخل النَّاس، فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخله رَدَّد هذه الآية فيه حتَّى يخرج منه {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ} [الكهف: 39].

وكان يقرأ ربع القرآن كل يوم نظرًا فِي المصحف، ويقوم به الليل، فما تركه إلَّا ليلة قُطعت رجله، ثم عاود من الليلة المقبلة (?).

ذكر ما ابتلي به عروة وصبره على البلاء:

[قال ابن سعد بإسناده عن سعد بن إبراهيم قال: كان برجل عروة أَكِلَة فقطع رجله. هذا صورة ما ذكر ابن سعد (?).

واختلفت الروايات فِي ذلك فروى أبو نعيم (?)] عن هشام بن عروة قال: خرج أبي إِلَى الوليد بن عبد الملك، فوقعت فِي رجله الأكِلَة، فقال له الوليد: يَا أَبا عبد الله، أرى لك قطعها وإلا سَرَتْ، فقُطعت فإنَّه لصائم، فما تضوَّر وجهه، ودخل ابنٌ له أكبر ولده إِلَى اصطبل الوليد، فرفسته دابة فقتلته، فما سُمع من أبي فِي ذلك شيء حتَّى قدم المدينة، فقال: اللهم إنه كان لي أطراف أربعة، فأخذتَ واحدًا وأبقيتَ لي ثلاثة، فلك الحمد، وكان لي بنون أربعة فأخذتَ واحدًا وأبقيتَ لي ثلاثة ذلك الحمد، وايم الله، لئن أخذتَ لقد أبقيتَ، ولئن ابتَليتَ فلطالما عافيت.

[وقال أبو نعيم (?) بإسناده إِلَى مَسْلَمة بن مُحارب قال: ] وقعَتْ فِي رجل عُروة الأَكِلَة، ولم يَدَعْ فِي تلك الليلة وردَه، فقُطعت ولم يُمسكه أحد.

[وحكى يعقوب بن سفيان أنَّه قال لما نُشِرت رجلُه: اللهم إنك تعلم أني ما مشيت بها إِلَى سوء قط.]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015