وقال: آخر الرؤيا أربعون سنة، يعني فِي تأويلها (?).

ذكر تزويجه ابنته (?):

[روى عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا أَحْمد بن عبد الرحمن بن وهب، حَدَّثني عمي عبد الله بن وهب، عن عطّاف بن خالد، عن ابن حرملة، عن ابن]، أبي وَداعة قال: كنتُ أجالس سعيد بن المسيّب ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟ قلت: تُوفّيت أهلي فاشتغلتُ بها، فقال: هلّا أخبرتَنا فكنا شهدناها، ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثْتَ امرأةً؟ قلت: يرحمك الله، ومَن يزوّجني وما أملك إلَّا ثلاثة دراهم؟ فقال: أنا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم زوّجني على درهمين، فقمتُ وما أدري ما أصنع من الفرح، وصرتُ إِلَى منزلي، وجعلتُ أفكر ممّن أستدين؟ فصلَّيت المغرب، وقدَّمت عَشائي وكان خُبزًا وزيتًا، وجلستُ أُفطر، وإذا ببابي يُقرَع، فقلت: من هذا؟ قال: سعيد، فأفكرتُ فِي كلِّ إنسان اسمه سعيد إلا ابن المسيّب؛ فإنَّه لم يُرَ أربعين سنة إلا من بيته إِلَى المسجد، فقمتُ وخرجت، وإذا به سعيد بن المسيّب، فظننتُ أنَّه قد بدا له، فقلت: يَا أَبا محمَّد ألا أرسلتَ إِلَى فآتيَك؟ فأنت أحقُّ أن تُؤتى، فما الذي جاء بك؟ فقال. إنك كنتَ رجلًا عَزَبًا تزوَّجت، فكرهتُ أن أبيتك الليلة وحدك، وهذه امرأتك، وإذا هي قائمةٌ من خلفه بطوله، ثم أخذ بيدها فدفعها فِي الباب، وردَّ الباب، فسقطت المرأة من الحياء، فأغلقتُ الباب، وغطَّيت القَصْعة التي فيها الخبز والزيت، وصَعدت إِلَى السّطح، وصُحت بالجيران، فجاؤوني وقالوا: ما شأنُك؟ قلت: زوَّجني سعيدٌ ابنتَه اليوم، وجاء بها الليلة على غفلة، قالوا: سعيد زوّجك؟ قلت: نعم، وها هي فِي الدار، فنزلوا إليها، وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مَسَسْتَها قبل أُصلحها إِلَى ثلاثة أيام، فأقمتُ ثلاثًا، ثم دخلتُ بها، فإذا هي من أجمل النساء، قارئة لكتاب الله، عالمة بالسنة، عارفة بحق الزوج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015