[وروى ابن سعد] عن الزهري وسئل: عمن أخذ العلمَ ابنُ المسيّب؟ فقال: عن زيد بن ثابت، وجالس سعدَ بنَ أبي وقَّاص، وابن عباس، وابن عمر، ودخل على أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عائشة، وأم سلمة، وسمع من عثمان، وعلي، وصُهيب، ومحمَّد بن مَسْلمة، وجلُّ رواياته عن أبي هريرة المسْنَدة، وكان زوجَ ابنته.
[وروى ابن سعد، عن الواقدي قال: ] كان سعيد يفتي وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحياء (?).
ذكر طرف من تعبيره للرؤيا (?):
قال ابن سعد بإسناده إِلَى عمر بن حَبيب بن قُلَيع قال: كنت جالسًا عند سعيد بن المسيّب يومًا، وقد ضاقت عليَّ الدنيا -أو قد ضاقت بي الأشياء- ورَهَقني دَين، فجاءه رجل فقال: با أَبا محمَّد، إنِّي رأيتُ رؤيا، قال: وما هي؟ قال: رأيتُ كأني أخذتُ عبد الملك بن مروان، فأضجعتُه إِلَى الأرض، ثم بَطَحتُه، فأوتدتُ فِي ظهره أربعة أوتاد، فقال سعيد: ما أَنْتَ رأيتَها، قال: بلى، قال: لا أخبرك أو تخبرني، قال: ابن الزُّبير رآها وهو بعثني إليك، قال: لئن صدقتْ رؤياه ليقتُلَنّه عبد الملك، ويخرج من صُلب عبد الملك أربعة يكون كلهم خليفة.
قال عمر بن حبيب: فرحلتُ إِلَى عبد الملك بالشَّام وأخبرته، فسَرّه ذلك، وسألني عن سعيد وعن حاله، وأمر بقضاء دَيني، وأصبتُ منه خيرًا.
قال محمَّد بن عمر: كان ابن المسيّب من أعبر النَّاس للرؤيا، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها.
وقال ابن سعد: وسأله شَريك بن أبي نَمِر قال رأيتُ فِي المنام كأن أسناني سقطت فِي يدي ثم دفنتُها، فقال: إن صدقت رؤياك دفنتَ أسنانَك من أهل بيتك.
[وقال ابن سعد بإسناده عن مسلم الخياط قال: ] قال له رجل: إنِّي أراني أبول فِي يدي، فقال: اتَّق الله فإن تحتك ذات محرم، فنظر فإذا هي امرأة بينه وبينها رضاع.