[وحكى أبو نعيم (?)، عن] القاسم بن أبي أَيُّوب قال: سمعتُ سعيدًا يُردِّد فِي الصلاة {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] بضعًا وعشرين مرة.
وكان يخرج (?) إِلَى مكة فِي كل سنة مرتين مرة للحج ومرة للعمرة، ويختم القرآن فِي كل ليلتين.
[وذكر ابن أبي الدنيا عن أَصْبَغ بن زيد الواسطيّ قال: ] كان لسعيد ديك يقوم من الليل بصياحه، فلم يَصِح ليلة من الليالي حتَّى أصبح، فلم يُصل سعيد تلك الليلة، فشقّ عليه وقال: ما له قطع الله صوته! فما سُمع له صوت بعدها، فقالت له أُمه: يَا بُنيّ، لا تَدْعُ الله على شيء بعدها.
[وروى أبو نعيم عن سعيد أنَّه] لَدَغَتْه عقرب، فقالت له أمه: يابني، أقسمتُ عليك أن تَسترقي، قال: فأعطيت الراقي يدي التي لم تُلدغ كراهية أن أُحنث أمي.
[وقال أبو نعيم: ] كان يصلي الفجر، ولا يتكلم حتَّى تطلع الشَّمس، وختم القرآن فِي ليلة مرتين ونصفًا، وقرأ القرآن فِي الكعبة فِي ركعة.
[وقال ابن سعد: ] أبصر سعيد دُرَّةً مُلقاةً على الأرض فلم يأخذها.
وكان يقول: عليك باليأس مما فِي أيدي النَّاس فإنَّه الغناء الأكبر، وإياك وما يُعتَذر منه؛ فإنَّه لا يُعتَذَرُ من خير.
وقال فِي تفسير قوله تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [العنكبوت: 56] قال: إذا عُمل فيها بالمعاصي فاخرجوا منها. وقال: هلاك هذه الأمة من علمائها.
ذكر مقتله:
[قد ذكرنا أن سعيدًا كان من ابن الأشعث رئيسًا على القراء] وكان الحجاج قد ولّاه عطاء الجند الذين كانوا مع ابن الأشعث لما سار إِلَى سِجستان لقتال رُتبيل، فلما خلع ابن الأشعث الحجاج خلعه سعيد وقاتله، فلما انهزم ابن الأشعث هرب سعيد إِلَى أَصبهان، فأقام بها زمانًا، فكتب الحجاج إِلَى عاملها يطلبه، وكان العامل يخاف الله،