[فصل] وفيها تُوفِّي

خُبَيب بن عبد الله بن الزُّبير

وأمّه بنتُ مَنْظور بنت زَبّان بن سَيّار الفَزاري، من الطَّبقة الثالثة من أهل المدينة (?).

قال ابن سعد: وكان عالمًا، بلغ الوليد بن عبد الملك عنه أحاديث كرهها، فكتب إلى عامله بالمدينة أن يَضربه مئة سَوْط، فضربه مئة سَوط، ثم صبَّ عليه قِربةً من ماء بارد بُيِّتَتْ من الليل، فمكث أيامًا ثم مات. هذا صورة ما ذكره ابن سعد في ترجمة خُبيب.

وأما هشام فقال: كان خُبيب مُقيمًا بالمدينة، يذكر مَساوئ بني أمية وعُيوبَهم، وبلغ الوليد فكتب إلى عامله عمر بن عبد العزيز أن يَفعل به ذلك فامتنع، وجاء كتاب الوليد ثانيًا ففعل به عمر ذلك، فأقام أيامًا ومات، وندم عمر كما ذكرنا.

وحكى الموفّق رحمه الله عن مصعب الزُّبيريّ قال: كان خُبيب من النُّسَّاك، وكان عالمًا بالإنساب أنساب قريش، طويلَ الصلاة، قليلَ الكلام، قال مصعب: قال أصحابنا: كان يعلم علمًا لا يعرفون وَجْهَه، ولا مَذْهَبُه يُشبه ما يدَّعيه النَّاس من علم النّجوم.

قال: فروى موسى بن عُقَيبة -أو عُقْبَة (?) - قال: كنت أمشي مع خُبيب وهو يُحدِّث نفسَه؛ إذ وقف وقال: قُتل عَمرو بن سعيد الساعة، فكان كما قال. وليس لخُبيب عَقِب.

قال البَلاذُريّ: كان عبد الله بن خازم السُّلَمي عامل عبد الله بن الزُّبير على خُراسان، فلما قُتل ابن الزُّبير خطب ابن خازم لولده خُبيب بالخلافة، وبقي ذلك في نفس عبد الملك، ولم يعرض له، فلما ولي الوليد وبلغه أن خُبيبًا يذكر مساوئ بني أمية وعيوبَهم وينال منهم حرَّك ذلك ما كان كامنًا في قلبه، فأمر به فضُرب.

وقد أنكر قوم هذا وقالوا: مات عبد الله بن خازم قبل قتل عبد الله بن الزُّبير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015