وفي رواية: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَرْحَمُ اللهُ أمَّ إسماعيلَ لولا أنَّها عَجِلَت لكانَتْ زَمزَمُ عينًا معينًا" (?).

وفي رواية أن زوجة إسماعيل الثانية قالت لإبراهيم: أنزل حتى أغسل رأسك فقد شعث، فلم تزل به حتى جاءته بالمقام فوضعته عند شقِّه الأيمن، فوضع قدمه عليه، فبقي أثر القدم فيه، فغسلت شق رأسه الأيمن، ثمَّ حوَّلت المقام إلى شقَه الأيسر فغسلته.

وفي رواية: فقال لها: هل عندك ضيافة؟ قالت: نعم، فجاءته باللبن واللحم، فدعا فيهما بالبركة، وقال لها: إذا جاء زوجك فقولي له: قد استقامت عتبة بابك، وداعا لها. قال ابن عباس: ولو كان هناك برٌّ أو شعيرٌ لدعا لهم، فكانوا أكثر الناس خبزًا وتمرًا.

وفي رواية: أن هاجر عملت عريشًا موضع البيت.

انفرد بإخراج هذا الحديث البخاري، ورواه بروايات كثيرة مختلفة قد أتينا على معظمها، وعامَّة ألفاظه موقوفة على ابن عباس، والمرفوع منه ما حكيناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخرجه الحميدي برواياته (?).

تفسير غريبه: "الدَّوحة": الشجرة العظيمة أيُّ شجرة كانت. و"الدِّرع": القميص. و"المجهود": الذي نالته مشقة. و"صه": اسكت. وقال الجوهري: صه: كلمة بنيت على السكون، وهي اسم سمّي به الفعل، ومعناه: اسكت (?). و"الغواث" -بضم الغين- الغياث. و"جرهم": اسم قبيلة من العرب العاربة. وقال الجوهري: جرهم حي من اليمن، وهم أصهار إسماعيل - عليه السلام - (?).

وفي مكة ثلاثة أماكن يقال لها: كداء، فالأولى كَدَاء -بالفتح والمدِّ- بأعلى مكة على طريق العمرة. وكدى -مقصور- مكان بأسفلها، وكُديّ مصغّر موضع على طريق اليمن. ولم يذكر الجوهري منها شيئًا، بل قال: الكدية الأرض الصلبة وجمعها كدى (?). و"الأكمة": المكان المرتفع. انتهى تفسير غريب الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015