[وحكى عن أَحْمد العِجليّ قال: ] أخذ محمَّد حُجرًا المَدَرِيّ (?) -وكان رجلًا صالحًا- فأقامه عند المنبر وقال: سُبَّ أَبا تُراب، فقال: إن الأمير محمدًا أمرني أن أسُبَّ عليًّا، فالعنوه لعنه الله، فتفرَّق النَّاس على ذلك، ولم يفهمها إلَّا رجلٌ واحد.

وكان علي - عليه السلام - قال (?) لحجر هذا: كيف بك إذا قمتَ مقامًا تُؤمر فيه بلعنتي؟ قال: أو يكون ذلك؟ قال: نعم، سُبَّني ولا تتبرَّأ مني.

ومحمَّد بن يوسف هذا هو الذي أشار إليه عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، فكان يقول: الحجاج بالعراق، وأخوه محمَّد باليمن، وعثمان بن حَيَّان بالحجاز، والوليد بالشام، وقُرَّة بن شَريك بمصر، امتلأت بلاد الله جَورًا (?).

[وقد ذكرنا أن محمَّد بن يوسف لما رجع إلى اليمن أصابه داء، فتقطعت أعضاؤه ومات.]

وولده يوسف بن محمَّد خال الوليد بن يزيد، ولّاه الوليد الحَرَمَين والطائف سنة خمس وعشرين ومئة، وحجّ بالنَّاس فيها، ثم عزله عنها، واستعمل عليها عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان (?).

السنة الثَّانية والتسعون

وفيها غزا قتيبة سِجستان بجيوشه، وسار من مَرْو في جيشٍ كَثيف، فأرسل إليه رُتبيلُ فصالحه على ما أراد قتيبة، ورجع إلى مرو.

[فصل]: وفيها فُتحت الأندلس على قول الواقديّ، قال (?): وكان عليها ملك يقال له أدرينوق، فسار إليه طارق، وقطع زقاق الأندلس، والتقاه أدرينوق في جمع عظيم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015