وقال ابن إسحاق: كانت هاجر وصيفة فوهبتها سارَة لإبراهيم وقالت: خذها, لعلَّ الله أن يرزقك منها ولدًا. وكانت سارَة عاقرًا.
واختلفوا في هاجر: فقال مقاتل: كانت من ولد هود - عليه السلام -، وقال الضحاك: كانت بنت ملك مصر، وكان الملك ساكنًا بمَنْف فغلبه ملك آخر، وقيل: إنما غلبه فرعون فقتله وسبى ابنته فاسترقّها ووهبها لسارة.
وقال مسلم بإسناده عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَتُفتَحُ أرضٌ يُذكَرُ فيها القِيرَاطُ فاستَوصُوا بأهلها خَيرًا، فإنَّ لهُم ذمَّةً ورحِمًا". انفرد بإخراجه مسلم (?). وفي رواية: "سَتُفتَحُ مِصْر (?) ".
وعامَّة العلماء على أنّه - صلى الله عليه وسلم - أراد هاجر أمَّ إسماعيل لأنها أمّ العرب، وكانت من مصر (?).
وقال الشعبي: أراد مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعامَّة الرواة على الأوَّل.
قلت: ويمكن الجمع بين القولين لأنَّ الأصل في ذلك أمّ إسماعيل، ثم أكدت الرحم أم إبراهيم - عليه السلام -.
قال وهب: لما خرج الخليل من مصر نزل فلسطين بمكان يقال له السبع -بإسكان الباء- واتخذ به مسجدًا، ونزل لوط بالمؤتفكة، وهي من السبع على يوم وليلة، فبعث الله لوطًا نبيًّا.
وأقام إبراهيم بالسبع، واحتفر بئرًا فكانت غنمه ترِدها، ثم إنَّ أهلها آذوه فخرجَ منها، فنزل بناحية فلسطين، فغار ماءُ تلك البئر، فندم أهل ذلك المكان على ما فعلوا به وقالوا: أخرجنا الشيخ الصالح من بين أظهرنا. ثم مضوا إليه واستوضوه وسألوه