واختلفوا في المكان الذي توفي فيه؛ فحكى أبن سعد، عن الواقدي قال: حدثني أبو معشر نجيح قال (?): مات عبد الملك بدمشق يوم الخميس منتصف شوال سنة ست وثمانين.
[وقال المدائني فيما حكاه عنه البلاذري (?): إنه] مات بالصِّنَّبْرَة من أعمال الغَور، كان يَصِيف ببعلبك، ويقيم أيام الربيع بدمشق، ويشتي بالصِّنَّبْرَة فمات بها، وقيل: بالجابية وحمل إلى دمشق.
وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب "الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان" -وهو كتاب حسن، حدثنا بالكتاب غير واحد عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي- بإسناده عن ابن سابط الجُمحيّ (?): أنه خرج من قِنَّسْرِين وهو قافلٌ، قال: فأشار لي إنسان إلى قبر عبد الملك، فوقفتُ أنظر، فمرَّ عِباديّ (?) فقال: لمَ وقفتَ ها هنا؟ قلت: أَنظرُ إلى قبر هذا الرجل الذي قدم علينا مكة في سلطان وأمر عجيب، ثم عجبتُ إلى ما رُدَّ إليه، فقال: ألا أُخبرك خبرَه لعلك تَرهب؟ قلت: وما خبره؟ قال: هذا ملك الأرض، بعث إليه ملك السماء والأرض فأخذ روحه، فجاء به أهلُه فجعلوه ها هنا، حتى يأتي يوم القيامة مع مساكين أهل دمشق.
وقال هشام بن عمار: مات عبد الملك بمَنْظَرَةٍ له على بردى من أرض عاتكة، ودُفن بالباب الصغير عند قبور أهله.
وقال قَبيصَةُ بن ذُؤيب: ولما خرجوا بجنازته صلّى عليه ابنه الوليد، ونظر إلى سعيد بن عمرو بن سعيد الأشدق يحمل سريره، فصاح به الوليد: أشماتةً بأمير المؤمنين يا ابن اللَّخْناء؟ ثم ضربه بقَضيب كان في يده فانصرف (?).