ذكره ابن سلّام في الشعراء الإسلاميين وقال: شاعر مُجيد من أهل مكة، كان يَقدم علي بني أمية: عبد الملك وغيره، وأدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وكان عمر وَلّى أباه اليمن، وسنذكره إن شاء الله.] (?)

ومنهم محمد بن عبد الله بن نُمَير الثَّقفيّ الشّاعر [وكنيته أبو نُمير].

كان يُشَبِّب بزَينب أخت الحجّاج بن يوسف، فأراد الحجاج قتلَه، فهرب فاستجار بعبد الملك، فأجاره وقال: أنشدني ما قلتَ في زينب، فأنشده: [من الطويل]

تَضَوَّعَ مِسكًا بَطنُ نَعْمان إذ مَشتْ ... به زينبٌ في نسوةٍ عَطِراتِ

فكتب له كتابًا إلى الحجاج يقول: لا سبيلَ لك عليه، فلما قدم بكتابه على الحجاج لم ينظر فيه وقال: أنا بريء من بيعة أمير المؤمنين لئن لم تُنشدني ما قلتَ في زينب لأقتلنّك، فأنشده: [من الطويل]

تَضوَّعَ مِسْكًا بَطنُ نَعْمان إذ مَشَتْ ... به زينبٌ في نِسوةٍ عَطِراتِ

فقال له الحجاج: كذبتَ، ما كانت تتطيَّب إذا خرجت من بيتها، فقال:

يُخَمِّرْنَ أطرافَ البَنانِ من التُّقى ... ويَخْرُجْنَ بالأسْحارِ مُعْتَجِراتِ

فقال: هكذا تفعل الحُرَّة العفيفة (?)، فقال:

مَرَرْنَ بفَخٍّ ثم رُحْنَ عَشِيَّةً ... يُلَبِّينَ للرَّحمن مُعْتَمِراتِ

فقال الحجاج: هكذا المسلمات، فقال:

تهادَيْنَ ما بين المُحَصَّب من مِنى ... فأقبَلْنَ لا شُعثًا ولا غَبِراتِ

فقال الحجاج: ذاك من سَترهن، ثم قال:

خَرجْن إلى البيتِ العَتيقِ لعُمْرَة ... نَواصِبُ في سُجْفٍ ومُخْتَمراتَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015