وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يثني عليه، قال أحمد بن حنبل بإسناده عن أنس بن مالك قال: قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا خير البريَّة، فقال: "ذاك إبراهيمُ عليه السَّلام". انفرد بإخراجه مسلم (?).

وقال هشام: لم يكن بين نوح وإبراهيم إلَّا هود وصالح، وكان بين إبراهيم وهود ست مئة سنة وثلاثون سنة، وبين نوح وإبراهيم ألف ومئة وثلاث وأربعون سنة، وسنذكر ما بين النبيين من السنين فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وأكثرهم على أنه ولد بأرض بابل، إلا في قول (?).

رجعنا إلى الحديث: قوله - صلى الله عليه وسلم - عن إبراهيم: إنه خير البريَّة، قال أبو سليمان الخطابي: إلَّا أنَّ هذا الحديث منسوخ بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولدِ آدم" (?).

ولمسلم أيضًا عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرض عليَّ الأنبياءُ فرأيتُ إبراهيمَ فإذا أقرَبُ من رَأيتُ شبيهًا صَاحِبُكم" يعني نفسه، وذكر موسى وعيسى (?). وسنذكره في موضعه.

وقال ابن عباس: سمَّى الله الخليل شجرة في قوله: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ} [النور: 35] وإنما سمَّاه شجرة لأنَّ أكثر الأنبياء من صلبه، وقد ذكرنا أنه ولد بأرض بابل إلا في قول.

ذكر مولده عليه السَّلام

قال علماء السِّير: ولد الخليل في زمان نمرود الجبَّار، رأى المنجِّمون والكهَّان سيرته في علومهم، فقالوا لنمرود بن كنعان. إنَا لنجد في علومنا أنَّ غلامًا يولد في قريتك هذه يفارق دينكم ويكسر أوثانكم، يقال له: إبراهيم، يولد في شهر كذا وكذا في سنة كذا وكذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015