ويقال: إنه ركَبَ الخيل في الجاهلية، ولكن تأخَّر إسلامُه.
وروى عن عُمر، وعثمان - رضي الله عنها-، ومات بالمدينة في هذه السنة (?).
أبو غسان الرَّبَعيّ البصريّ، من الطبقة الأولى من التابعين.
وُلد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان حليمًا رئيسًا، وفد على معاويةَ، فلم يأذن له؛ لأنه جرى بينه وبين زياد كلام في العطاء، ثم أَذِنَ للأحنف، والمُنذر بن الجارود، وجماعة من أعيان البصرة، ثم أَذِنَ لمالك في آخرهم، فدخلَ ومشى قليلًا قليلًا، فأخذوا أماكنَهم. وجاء مالك، فوقفَ بين يدي معاوية، فقال له معاوية: أبو غسان؟ قال: نعم. قال: إليَّ إليَّ. فأجلَسه معه على سريره، فقامَ رجل من بكر بن وائل، فقال لمعاوية: أتُجلسُ هذا معك وقد فعل بعاملك ما فعل من خروجه عليه في أمر العطاء؟ ! فقال أبو غسان للرجل: وما يمنعُه أن يُجلسَني معه على سريره وأنتَ ابن عمي؟ ! فخرج الناس ومالك بن مِسْمَع سيِّدٌ بحلمه، وإكرامِ معاويةَ إيَّاه، ومعرفتِه بفضله (?).
وكان من أقران عبد الله بن الزُّبير.
وقال عبد الملك بنُ مروان لابن مطاع (?): أخبِرْني عن مالك بن مِسْمَع. فقال: لو غضبَ لَغضب معه مئةُ ألفِ سيف، لا يسألونه لِمَ غضب. فقال عبد الملك: هذا -وأبيكَ- السُؤدُد.
ولم يلِ مالك ولايةً لسلطان أبدًا، وقتَلتْه الخوارج لمَّا انهزم عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد كما تقدَّم (?).