فقال: إي والله، ما تجفُّ جفونُها من البكاء على ابن مفرِّغ. فحلف أنه لا يدخل الموصل حتى يأتيَها بالأهواز, فقال له صاحب معه: زوّجك القوم كريمتهم (?)، وأحسنوا إليك؛ تَدَعُهم وأنتَ في أمن (?)، وتقدم على ابن زياد وقد فعل بك ما فعل! فقال: لا بدّ. وسار من وقته إلى البصرة، فقدم على عُبيد الله بن أبي بَكْرة، فامتدحَه، فأمرَ له بمئة ألف درهم، ومئةِ ناقة، ومئةِ وصيف، ومئة وصيفة، فأخذَ الجميع، ومضى إلى الأهواز، فنزل على أناهيد، فأقام عندها حتى مات بالطاعون في هذه السنة (?).

وهو القائل يمدحُ مروان بن الحَكَم:

عَشقَ الفضائلَ فَهْوَ مُشتغلٌ بها ... والمَكْرُمَاتُ قليلةُ العُشَّاقِ

وأقام سُوقًا للثَّناء ولم يكنْ ... سوقُ الثَّناءِ يُقام في الأسواقِ

وكأنَّما جعلَ الإلهُ إليكمُ ... قبضَ النفوسِ وقسمةَ الأرزاقِ (?)!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015