و [قال هشام: ] كان طُوالًا حسنَ الوجه، جوادًا على منهاج أبيه.

دخل ابنُ دارة الشاعر عليه فقال. جئتُك لأمْتَدحَك. فقال: أمْسِكْ حتَّى أبيِّنَ لك مالي، ثم امتدحْني على حسبه، فإني أكره أن لا أعطيك ثمن ما تقول، لي ألفُ شاة، وألفُ درهم، وثلاثةُ أعْبُد، وثلاثُ إماء، وفرسي هذا حَبِيسٌ فِي سبيل الله تعالى. فقال ابن دارة:

تَحِنُّ قَلُوصي فِي مَعَدٍّ وإنَّما ... تلاقي الربيعَ فِي ديار بني ثُعَلْ

أبوك جوادٌ لا يُشَقُّ غبارُه ... وأنتَ جوادٌ ليس تُعذرُ بالعِلَلْ

فقال له عديّ: أمْسِكْ، فإنَّ مالي لا يبلغُ أكثرَ من هذا. فأعطاه الكلّ (?).

وقيل لعديّ: ألا تشرب الشراب؟ فقال: معاذ الله أُصبحُ حكيمَ قومي وأمسي سفيهَهُم (?).

[وقد ذكرنا وفادته على معاوية وما جرى له معه].

ذكر وفاته:

مات فِي زمن المختار بالكوفة سنة ثمان وستين -أو تسع وستين- وهو ابنُ مئةٍ وعشرين سنة (?)، وقال: أشهدُ أنَّ المختار كذَّاب، ومات بعد ذلك بالكوفة بثلاثة أيام، وأوصى أن لا يُصلِّيَ عليه المختار.

وقال علي بن المديني: مات عديُّ بن حاتم وجرير بن عبد الله البَجَلي وحَنْظَلة الكاتب بقرقيسيا؛ خرجوا من الكوفة أيام الفتنة.

قال محمد بن [علي] الصُّوريّ: فأنا رأيتُ قبورهم الثلاثة بقرقيسيا (?).

قال ابن قتيبة: لم يبق لعديّ عقب إلَّا من قبل ابنتيه: أَسَدَة، وعَمْرة. وإنما عقبُ حاتم من ولده عبد الله بن حاتم وهم ينزلون بكربلاء (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015