إذا ما ابنُ عبَّاسٍ بدا لك وَجْهُهُ ... رأيتَ له فِي كلِّ أحواله فَضْلا

إذا قال لم يترُكْ مقالًا لقائلٍ ... بمنتظماتٍ لا تَرَى بينها فَصْلا

كَفَى وشَفَى ما فِي النفوس فلم يَدَعْ ... لِذي إرْبَةٍ فِي القول جِدًّا ولا هَزْلا

سَمَوْتَ إلى العَلْيَا بغير مَشقةٍ ... فنِلْتَ عُلاها (?) لا دَنِيًّا ولا وَغْلا

خُلقتَ حليفًا للمروءة والنَّدى ... مليحًا ولم تخلق كَهَامًا ولا خَتْلا (?)

ومنها:

ظريفُ السَّجايا حلوةٌ حركاتُهُ ... كأنَّ له فِي كلِّ جارحةٍ عقلًا

وهذا البيتُ من أبدع بيتٍ قالته العرب، وقد انتحله بعضُ المتأخّرين، وليس له (?).

قال الزُّبير بن بكَّار: رأى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا ابنَ عباس مقبلًا، فقال: "اللهمَّ إني أحبُّه فأحبَّه" (?). وكان يُجلسه فِي حِجْره، فيقول: "هذا شيخ قريش" (?).

[ذكر نبذة من كلامه]:

قال [أبو نُعيم بإسناده عن] عبد الله بن دينار: إنَّ رجلًا سال ابنَ عمر عن قوله تعالى: {السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] قال له: اذهب إلى ذلك الشيخ، فسله. يعني ابنَ عباس. ثم عُدْ وأخبرني ما قال ابنُ عباس.

فذهب إلى ابن عبَّاس، فسأله، فقال: كانت السماوات رَتْقًا لا تُمطر، وكانت الأرضُ رَتْقًا لا تُنبت، ففتقَ هذه بالمطر، وفَتَقَ هذه بالنبات.

فرجع الرجل، فأخبر ابنَ عمر، فقال: إنَّ ابنَ عبَّاس قد أوتيَ علمًا، صدق (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015