رضيَ؛ رَضُوا، وإن سَخِط؛ سَخِطُوا. فكشفَ ابن الزُّبير إزارَه، وإذا على كتفه ضَرْبةٌ قد أجافَتْه، وقال: أتراني أُحِبُّ ابنَ الأشتر بعدما ضربَني أبوه يومَ الجمل هذه [الضَّرْبة]؟ فقال له المصعب: فما ذنبُه (?)؟
وقال الهيثم (?): وفد مصعب على أخيه عبد الله ثلاث مرات من العراق إلى مكة: الأُولى: لمَّا قتلَ المختارَ، والثانية: بمال البصرة، والثالثة: لمَّا بلغَه أنَّ عبد الملك بن مروان يريد أن يقصد العراق؛ قدم عليه يستشيره فيما يفعل، ولم يُقم عنده إلا ليلةً واحدة. ثمَّ ركب رواحلَه وعاد إلى البصرة، وكان معه في المرَّة الأولى إبراهيم بن الأشتر.
فصل
وحجَّ بالناس عبدُ الله بنُ الزبير، وكان العامل على الكوفة مصعب بن الزُّبير، وفي البصرة خلاف قد ذكرناه.
وكان على قضاء الكوفة عبدُ الله بنُ عُتبة بن مسعود، وعلى قضاء البصرة هشام بن هُبَيرة (?)، وعلى خُراسان عبدُ الله بنُ خازم السلمي، وعلى الشام ومصر عبد الملك بن مروان.
فصل
وفيها قتل
السَّكوني الحمصي. وذكره ابنُ عبد البَرّ (?)، فقال: مرَّت السَّكُون من كِنْدة مع الحُصين بن نُمير ومعاوية بن حُديج على عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - مرارًا، وعُمر يُعرِضُ عنهم، فقيل في ذلك، فقال: ما مرَّ بي قومٌ من العرب أكرهَ إليَّ منهم. فعجب الناسُ من رأي عمر فيهم، وإذا هم رؤوس الفتنة. أمَّا معاوية بن حُديج فقتل محمَّد بنَ أبي بكر