وقال أبو حنيفة الدِّينوَري: هو قحطان بن عابر، وإنما سمِّي قحطان لقحطه (?)، وسنذكره في موضعه.

قلت: ولاختلاف النسَّابة في هذه الأسامي وما يشاكلها مما سيأتي ذكره، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُجاوزُوا عَدنَانَ، كذَبَ النَّسَّابونَ" (?).

وقال الشعبي: إرم وأَرْفَخْشَذ من ولد سام بن نوح، ومن نسل سام الأنبياء والرُّسل والعرب كلها. قال: وفي زمان نمرود بَلبَلَ الله الألسن ببابل، فجعل في ولد سام تسعة عشر لسانًا، وفي ولد حام سبعة عشر لسانًا، وفي ولد يافث ستة وثلاثين لسانًا، قال: ونمرود اسمه كوش بن إرم بن سام بن نوح، نزل أرض بابل لما نذكر.

فصل في حام وولده

قال الكلبي: وهو أوسط ولد نوح، نزل مجرى الجنوب فاسودَّت ألوان بنيه لكثرة الحرِّ بها، كما نزل بنو يافث مجرى الشمال فابيضَّت ألوانهم واشتدَّت لكثرة البرد بها.

وقال وهب: كان حام من أحسن الناس، أبيض اللَّون، فلمَّا دعا عليه أبوه غيَّر الله لونه وألوان بنيه.

وقال جالينوس: نزلوا ساحل البحر فكان طعامهم السَّمك، فحدَّدوا أسنانهم حتى تركوها مثل الإبر لأنَّ السمك كان يلتصق بها.

قال وهب: ثم تفرَّقوا في البلاد، وولد حام: كوش بن حام، وكنعان بن حام، وقوط بن حام، فنزل قوط الهند والسِّند فولد هناك.

وقال أبو حنيفة الدِّينوَري: كان أولاد حام سبعة إخوة كأولاد سام: السّند والهند والزِّنج والقبط والحبش والنوبة وكنعان، فأخذوا ما بين الجنوب والدَّبور والصَّبا (?).

وذكر جالينوس في كتاب "عجائب أولاد حام" فقال: اجتمعت في الأَسْود عشر خصال: تفلفل الشَّعر، وخفَّة الحاجبين، وانتشار المنخرين، وغلظ الشفتين، وتحدُّد الأسنان، ونتن الجلد، وتشقق اليدين والرجلين، وطول الذكر، وكثرة الطرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015