وبلغَ عبدَ الملك فقال: عرَّضَ بنا الخبيث (?).
وقوله: خارجة بن حصن: فإنَّما أراد أسماء بن خارجة بن حصن، فحذفَ المضاف، وأقامَ المضاف إليه مُقامه.
قلت: حذفُ الاسم غيرُ مستحسن، ولو قال: ، إذا ما مات أسماءُ بنُ حصن، كان أحسن؛ لأنَّ نسبتَه إلى جدِّه أولى من حذف اسمه بمرَّة (?).
واختلفوا في قائل الأبيات، فقيل: إنَّها للقَطامي (?). وذكر أبو الفرج الأَصْبهانِيّ (?) أنها لعبد الله بن الزَّبِير -بفتح الزاي- الأسدي.
وقال عبد الله بنُ بكر السهمي: لمَّا أراد أسماءُ بن خارجة أن يُهْدِيَ ابنتَه إلى زوجها قال لها: يَا بُنيَّة، كُوني لزوجك أَمَةً يكنْ لكِ عبدًا، ولا تدني منه فَيَمَلَّكِ، ولا تَتَباعَدِي عنه فيَتَغيَّرَ عليكِ، وكُوني له كما قلتُ لأمِّك [حين صحبتُها]:
خُذِي العفو مني تستديمي مودَّتي ... ولا تنطقي في سَوْرتي حين أغضبُ
فإنِّي رأيتُ الحبَّ في الصدر والأَذَى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحبُّ يذهبُ
وقال الرِّياشي: قال أسماء بن خارجة لامرأته: اخْضِبِي لحيتي. فقالت: إلى كم نَرْقَعُ منك ما قد خَلَقَ؟ فقال:
عَيَّرتِني خَلَقًا أَبْلَيْتِ (?) جِدَّتَهُ ... وهَلْ رَأَيتِ جديدًا لم يَعُدْ خَلَقَا
كما لَبِسْتِ جديدي فالْبَسِي خَلَقي ... فلا جديدَ لمن لا (?) يلبَسُ الخَلَقَا
وحكى أبو اليقظان قال: دخلَ أسماءُ بنُ خارجة على عبد الملك بن مروان، فقال له: بِمَ سُدْتَ النَّاس؟ فقال: هو من غيري أحسن. قال: لقد بلغني عنك خصال شريفة،