وكان له يوم قُتل ثلاث وتسعون سنة. والذي حملَ رأسَه ورأسَ المسيّب رجل يقال له: أدهم بن مُحْرِز الباهلي (?).
أحد أمراء الجيش الذين وُجِّهُوا (?) مع ابن زياد لقتال التَّوابين بعين وَرْدَة، وهو أوَّلُ مولود وُلد بحمص، وفُرض له بها، وشهد صفِّين مع معاوية، وكنيتُه أبو مالك.
ولمَّا قدم على عبد الملك ببِشارة الفتح بقتل سليمان بن صُرد، والمسيِّب بن نَجَبَة؛ صعد عبدُ الملك المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنَّ الله قد أهلكَ من رؤوس أهل العراق ملقح فتنة، ورأس ضلالة سليمان بن صُرَد، والمسيِّب بن نَجَبَة.
ألا وإن الله قتلَ من رؤوسهم رأسين عظيمين ظالمين [عبد الله بن سعد، وعبد الله بن وال] فلم يبقَ أحدٌ منهم بعدها عنده دفاع ولا امتناع (?):
وقال الخطيب (?): دخل أدهم على عبد الملك ورأسُه ولحيتُه كالثَّغام (?)، فقال له عبد الملك: لو غيَّرتَ هذا الشيب. فخرج من عنده، فاختضب بسواد، ثم دخل عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قلتُ بيتًا، ولا أقولُ بعدَه شيئًا.
قال: هات. فقال:
ولمَّا رأيتُ الشيبَ شَيْنًا لأهله ... تفتَّيتُ (?) وابْتَعْتُ الشبابَ بدرهمِ
فضحك عبد الملك.
أسند سليمان [بن صُرَد] الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.