خُذُوا ما صفا من عيشنا قبلَ فَوْتِهِ ... فكلٌّ وإنْ طال المدى يتصرَّمُ

ألا إنَّ أَهْنَا العيشِ ما سَمحَتْ به ... صروفُ الليالي والحوادثُ نُوَّمُ

ولا تتركوا يومَ السرورِ إلى غدٍ ... فرُبَّ غدٍ يأتي بما ليس نعلمُ (?)

وحكى البلاذُري (?) أنَّ سبب وفاة يزيد أنه حملَ قِرْدَةً على أتان وهو سكران، ثم ركض خلفها، فسقط يزيد، فاندقَّت عنقه، أو سقط من جوفه شيء فمات.

وقال الهيثم: ما همَّ يزيدُ بشيء من القُبح إلا ارتكبه، ولم يحجَّ في خلافته شُغلًا بما كان فيه من اللهو.

ولما جهَّز يزيد مسلم بنَ عُقبة لقتال أهل المدينة وابنِ الزبير؛ أعجبه ذلك الجيش، فكتب إلى ابن الزبير:

اُدْعُو إلهك في السماء فإنَّني ... أَدْعُو إليك رجال عَكَّ وأشْعرِ

كيف النجاةُ أبا خُبيبٍ منهمُ ... فاحْتَلْ لنفسك قبل مأْتَى العسكرِ (?)

فكتب إليه ابنُ الزبير: أتستهزئُ بإلهي الذي في السماء؟ ! وأنت يزيد القرود، ويزيد الصيود، ويزيد الخمور، ويزيد الفسوق .. وعدَّد أفعاله.

فكتب إليه يزيد وقال:

لقد عبتَ ما لا عيبَ فيه على الفتى ... من الصيد واللذَّات والأكلِ والشُّربِ

ولكنَّما العارُ الشَّنَار الذي به ... يُعيّر خلق الله في الشرق والغرب

صيانة كف المرء عن بذلِ مالِهِ ... عن الطارق الملهوفِ والجارِ ذي الجَنْبِ

فسار يزيد إلى نخل (?) ابن الزبير، ومات يزيد عقب وصول كتابه إلى ابن الزبير - رضي الله عنه -.

وكان يزيد قد عزم على الحجّ ويدخل اليمن، فقال رجل من تنوخ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015