ولما أراد ابنُ الزبير هَدمَ الكعبة وبناءها أرسل إلى اليمن أربعة آلاف بعير تحملُ الوَرْس ليجعله مَدَرَها، فقيل له: إن الوَرس يَرفَتُّ. فقَسمه في عجائز قريش، وبناها بالقَصَّة، [وكان في المسجد جراثيم، فقالا: أيُّها الناس، أبْطَحُوا به (?).

ومعنى يَرْفَتُّ، أي: يتفَتَّت، والقَصَّة معناها الجَصّ. والجراثيم: تراب وطين يعلو على وجه الأرض. وابْطَحُوا, أي: سَوُّوا. وأراد ابن الزبير تعديل المسجد (?).

وقال الجوهري: الوَرْسُ نَبْتٌ أصفر يكون باليمن، تتَّخذُ منه الغُمْرَةُ للوجه، ووَرَّسْتُ الثوبَ توريسًا: صبغتُه بالوَرس] (?).

وحجَّ بالناس عبد الله بنُ الزبير - رضي الله عنهما-، وكان على المدينة عُبيدة بن الزّبير، وعلى الكوفة عبدُ الله بنُ يزيد الخَطميّ.

وكان شُريح القاضي على الكوفة، فامتنع في هذه السنة من القضاء وقال: لا أقضي في أيام الفتنة. فوليَ قضاءها سعدُ (?) بنُ نِمران.

وكان على ولاية البصرة عُمر بن عُبيد الله بن معمر التَّيميّ.

قالوا: وفي هذه السنة وقع الطاعون الجارف بالبصرة، مات في اليوم الأول سبعون ألفًا، وفي اليوم الثاني تسعون ألفًا (?)، وفي اليوم الثالث ثلاثة وتسعون ألفًا (?)، وفي اليوم الرابع جميعُ الناس إلا القليل، وكانوا يَسُدُّون باب الدار على أهلها.

وماتت أمُّ الأمير عُمر بن عُبيد الله بن معمر، فما وجدوا لها من يحملها حتى استأجروا لها أعلاجًا، فحملوها إلى قبرها. فيقال: إنهم ماتوا عند قبرها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015