واختلفوا في قتل مسعود؛ قال مَعْمر: قتلَه بنو تميم في حرب وقعت بينهم في هذه الأيام سببها لطمةٌ لطمها رجلٌ من الأزد رجلًا من بني تميم، فقُتل من الفريقين ألوفٌ من القبائل، وخرج ابنُ زياد هاربًا إلى الشام، وطلبه أهل البصرة، ففاتَهم، فقدم الشام ولم يُبرموا أمرًا، فأشار على مروان بأنْ يدعوَ إلى نفسه، وأنْ يطلبَ الخلافة، فقبل من رأيه.
وأمَّا أهلُ البصرة؛ فاختاروا عبدَ الله بنَ الحارث بن عبد المطلب، وأمُّه هند بنتُ أبي سفيان، ويلقَّب بَبَّهْ. ومال قومٌ إلى عبد الله بن الأسود الزُّهريّ، وكان أهلُ البصرة قد فوَّضوا أمرَهم في الاختيار إلى قيس بن الهيثم السُّلَميّ، ونُعمانَ بنِ صُهْبان الراسبيّ. فاختارَ النعمانُ بَبَّهْ، وقال: إن هذا من بني عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمه بنتُ أبي سفيان، فإنْ كان المُلك فيهم (?)، فهو ابنُ أُختهم (?). فرضوا به (?).
وأمَّا أهلُ الكوفة؛ فطردوا عمرَو بنَ حُرَيث، وأجمعوا على عامر بن مسعود، وكانوا قد اتفقوا على عُمر (?) بنِ سعد بن أبي وقَّاص، فجاءت نساءُ هَمْدان ورجالُهم يبكون حسينًا - رضي الله عنه - قد تقلَّدُوا سيوفَهم وقالوا: لا واللهِ ولا كرامة. فطردوا ابن سعد ووَلَّوْا عامرَ بنَ مسعود، وكتبوا إلى ابن الزبير، فأقرَّه، وأقرَّ بَبَّهْ (?).
وخطب عامر بن مسعود يومًا فقال: إن لكل قوم أشربةً ولذاتٍ، فاطلبوها في مظانِّها واكسروها بالماء، وتوارَوْا (?) عني بهذه الجدران، وإني قد تزوَّجتُ، فأعينوني بأعطياتكم شهرًا. فأخذ من الناس أرزاق شهر، فقال عبد الله بن همَّام السَّلُولي: