وجاء رجلان برأسه إلى مُسرف، كلُّ واحد يزعُم أنه قتلَه؛ أحدهما يقال له: مالك الفَزاري، والآخر: سعد بن الجَوْن الكوفي الحمصي، فقال لهما مُسْرف: أميرُ المؤمنين يحكمُ بينكما، وبعث معهما بالرأس، فقدما على يزيد، فأجازهما بجوائز عظيمة، ثم ردَّهما إلى الحُصين بن نُمير، فقُتلا معه في حصارهم ابنَ الزبير.
ومرَّ مروان على عبد الله وهو مقتول ومعه مسرف (?) وقد أشار عبدُ الله إلى السماء بيده فقال مروان: لئن أشرتَ بها إلى السماء ميتًا؛ فطالما دعوتَ اللهَ بها حيًّا.
وقال عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه قال: رأيتُ عبد الله بن حنظلة في النوم بعد مقتله في أحسن صورة ومعه لواؤه، فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن، أما قُتلتَ؟ ! قال: بلى، ولقيتُ ربي فأدخلَني الجنة، فأنا أسرحُ فيها، وآكلُ من ثمارها. فقلت: فما صُنعَ بأصحابك؟ فقال: هم حولي، وهذا لوائي لم يُحَلَّ عَقْدُه حتى الساعة (?).
ومعظم أولاده قُتلوا معه؛ قال الواقدي: أصيب معه سبعةُ بنين، منهم عبد الرحمن، والحكم، والحارث، وعاصم (?).
وأخرج الإمام أحمد - رضي الله عنه - لعبد الله حديثين (?).
وروى عن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما-، وروى عنه من الصحابة قيس بن سعد بن عبادة.
من الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، قُتل يوم الحرَّة (?).
شهدَ أُحُدًا والخندقَ وما بعدها من المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو المنهوش في حُريرات الأفاعي، فأمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عُمارة بنَ حزم، فرقاه، فشفيَ، وهي رُقْيَةُ آلِ حزم إلى اليوم.