ثم أُتيَ بيزيد (?) بن وَهْب بن زَمْعَة (?)، فقال له: بايع. فقال: على سنَّة عُمر. فقال: اقتُلُوه. قال: أنا أبايع. قال: لا واللهِ لا أُقيلُك عثرتك. فقال له مروان: إنّه صهري. فأمر بمروان فوُجئت عنقُه، ثم أمر به فقُتل (?).
وقال لأهل المدينة: بايِعُوا على أنكم خَوَلٌ ليزيد بن معاوية. فبايَعوه.
ثم أُتي بعليّ بن الحسين - رضي الله عنهما-، فأقبل يمشي بين مروان وعبد الملك لليد التي كانت له عند مروان، وإنما أراد عليٌّ - رضي الله عنه - أن يلتمس عنده الأمان، فجاء فجلس بينهما، فدعا مروان بشراب، وإنما أراد أنْ يتحرَّم بذلك من مسلم لعليّ، فشربَ منه مروان، ثم ناولَه عليًّا، فلما وضع (?) في يده؛ قال له: مسلم: لا تشربْ من شرابنا. فأُرْعِدَ كفُّه ولم يأمنه على نفسه، وبقي القَدَح في يده لا يشربه ولا يضعُه. ثم قال له مسلم: إنما جئتَ تمشي بينهما لتأمنَ عندي، واللهِ لو كان هذا الأمرُ إليهما لقتلتُك، ولكنَّ أمير المؤمنين أوصاني بك، وأخبرني أنك كاتبتَه، فذاك هو الذي نفعَك عندي. ثم قال: إلى ها هنا. فأجلسه معه (?).
وقال عَوَانة بن الحَكَم: أُتيَ بعليّ بن الحسين إلى مسلم؛ قال: مَنْ هذا؟ قالوا: عليّ. قال: مرحبًا وأهلًا. ثم أجلسه معه على السرير والطِّنْفِسة، وقال: إن أمير المؤمنين أوصاني بك، وهؤلاء الخُبثاء شغلوني عنك وعن صِلتك. ثم قال لعلي: لعلَّ أهلَك فزعوا؟ قال: إي والله. فأمر بدابَّته أنْ يُحمل عليها إلى أهله (?).