قال محمد بن شعيب (?) عن بعض مشيخة دمشق قال: أقبلنا من أرض الروم إلى دمشق، فمررْنا بالعمير الذي يلي حمص على أربعة أميال منها، فاطَّلع راهبٌ من صومعته فقال: من أين أنتم؟ قلنا: من أهل دمشق، كنَّا بأرض الروم. قال: هل تعرفون أبا مسلم الخَوْلانيّ؟ قلنا: نعم. قال: أقرئوه عني السلام، وأخبروه أنَّا نجد في الكتب أنه رفيق عيسى بن مريم، أَمَا إنكم لا تجدونه حيًّا. فلما أشرفنا على الغوطة بَلَغَنا خبرُ موتِه.
[وهذه الرواية تدلُّ على أنه مات بدمشق].
قال ابن عساكر: والذي دوَّنه العلماء أنه مات بأرض الروم (?). ولم يذكر أحدٌ أنه نُقل إلى داريا، وأظنُّ المكان الذي نُسب إليه بداريا قبر عمرو بن عُبيد (?) الخولاني، فإنه خلف على أمِّ مسلم؛ امرأةِ أبي مسلم، وكان عَمرو من أفضل زمانه.
أسند أبو مسلم عن أبي بكر، وعمر، ومعاذ بنِ جبل، وعُبادة بنِ الصَّامت، وأبي عُبيدة بن الجرَّاح، وأبي ذرّ، وعوف بنِ مالك، وغيرهم - رضي الله عنهم -.
وروى عنه أبو إدريس الخَوْلاني، وعُمير بن هانئ، ومكحول، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء الخُراساني، وجُبير بن نُفير، وأبو العالية الرِّياحي، وأبو قِلابة الجَرْمي في آخرين. رحمة الله عليه (?).
واسمُه عبد الرحمن [بن] عَمرو بن سَعْد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عَمرو بن الخزرج بن ساعدة، وهو من الطبقة الثانية، من الخزرج (?).