وكتب يزيد إلى ابن عباس: أمَّا بعد، فإنَّ ابنَ عمِّك حُسينًا وعبدَ الله بن الزبير [ما] اكترثا ببيعتي (?)، ولحقا بمكة مرصدين للفتنة، متعرِّضين للهلكة، فامَّا ابن الزبير (?) فهو صريع القَنا، وقتيل السيف غدًا، وأمَّا الحُسين فقد أحببتُ الإعذارَ إليكم أهلَ البيت ممَّا كان منه، وقد علمتُم ما بيني وبينكم من الوُصْلَة وعظيم الحُرْمَة، ووشائج (?) الأرحام. وقد قطع ذلك حسين وبَتَّهُ، وأنت زعيمُ أهلِ بيتك، وسيِّدُ أهلِ بلادِك، فالقَه، فارْدُدْه عن السعيِ في الفُرْقة ورَدّ هذه الأمة في الفتنة، فإن قَبِلَ منك وأنابَ إلى قولك؛ فله عندي الأمانُ والكرامةُ الواسعة، وأجري عليه ما كان يُجريه أبي على أخيه، وإنْ طلبَ زيادة فاضْمَنْ له ما أراك اللهُ؛ أُنفِذْ ضمانَك، وأقومُ لك بذلك، وله عليَّ الأَيمان المغلَّظة، والمواثيقُ المؤكدة ما تطمئنُّ به نفسُه وتُعيد عليه. عجِّل جوابي وبكل حاجة لك فلي (?).

وكتب في أسفل الكتاب:

يا أيها الرَّاكبُ الغادي لِطَيَّتِهِ ... على عُذافِرةٍ في سَيرها قُحَمُ (?)

أَبْلِغْ قُرَيشًا على نَأيِ الزمان (?) بها ... بني وبين حسينِ اللهُ والرَّحِمُ

ومَوْقفٌ بِفِناء البيتِ أَنْشُدُهُ ... عَهْدُ الإلهِ وما تُوفَى به الذِّمَمُ

غَنَّيتُمُ قومَكُمْ فخرًا بأُمِّكُمُ (?) ... أُمِّ لَعَمْري حَصانٌ عَفَّةٌ (?) كَرَمُ

هي التي لا يُداني فَضْلَها أحدٌ ... بنتُ الرسولِ وخيرِ الناسِ قد عَلِمُوا

وفَضْلُها لكُمُ فضلٌ وغيرُكُمُ ... من قومِكُمْ لهمُ في فضلها قِسَمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015