قال: وكان أربعةٌ على هذا الوصف: الحُطَيئة، وأبو الأسود الدِّيلي، وحُميد الأرْقَط، وخالد بن صفوان (?)].

وكان جَشِعًا سَؤُولًا جوَّالًا في الآفاق هجَّاءً، خبيثَ اللسان، هجا نفسه، وأباه، وأمَّه، وعمَّه، وخاله.

فقال يهجو نفسَه:

أَبَتْ شفتايَ اليومَ إلا تكلُّمًا ... بِشَرٍّ فما أدري لمن أنا قائلُهْ

أَرَى ليَ وجهًا شَوَّهَ اللهُ خلقَهُ ... فقُبِّحَ من وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ (?)

وقال في هجو أمِّه:

تَنَحَّي واقْعُدي عنِّي بعيدًا ... أراحَ اللهُ منكِ العالمينا

جزاكِ اللهُ شرًّا من عجوزٍ ... ولقَّاكِ العُقوقَ من البنينا (?)

وقال لأبيه وعمِّه وخالِه:

لحاكَ اللهُ ثم لحاكَ حقًّا ... أبًا ولحاكَ مِنْ عمٍّ وخالِ

فنِعْمَ الشيخُ أنت لِذِي المخازي ... وبئسَ الشيخُ أنتَ لِذِي المعالي (?)

وقال أبو عُبيدة مَعْمَر: قَدِمَ الزِّبْرِقان بن بَدْر على أبي بكر رضوان الله عليه في الرِّدَّة، فساقَ صدقاتِ بني عوف، فلما كان ببعض الطريق رأى الحُطَيئة، وكان بين الزِّبْرِقان وبين بني قُرَيع معارضة (?) ومهاجاة، فأراد أن يستظهر بالحُطَيئة عليهم، فقال له: هل لك إلى خير مواساة؟ فقال: ومَنْ لي بذلك؟ فقال: اِلْحَقْ ببني سَعْد حتى آتيَك، فإنما أُؤدِّي هذه الصدقةَ إلى أبي بكر، ثم أَلْحَقُ بك. فقال: عَمَّنْ أسأل؟ قال: أُمَّ مَطْلعَ الشَّمسِ، وسَلْ عن الزّبْرقان [بن بدر، ثم ائْتِ أمَّ شذرة، فقل لها، يقول لك بَعْلُكِ الزِّبْرقان بن بدر: أحسني إلى قومك. فإنها ستفعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015