وكان معاوية يقول: ما فتحَتْ عائشةُ بابًا تُريد أن تُغلقَه إلا أغلقته، ولا غلَّقت بابًا تريد فتحه إلا فتَحَتْه (?).

وقال عروة (?): رأَتْ عائشةُ رضوان الله عليها قارئًا متماوتًا متخشِّعًا، فقالت: تبًّا لهذا. وبورك لكلِّ سهل طَلْق متبسِّم، يرى لك المنَّة عليه بردِّ السلام. وقاتلَ الله كلَّ عبوس متماوت يلقاك بوجهٍ مكفهرّ، يمنُّ عليك بعمله؛ فلا أكثر الله في المسلمين أمثاله (?).

ذكر وفاتها - رضي الله عنها -:

قال ذكوان (?) حاجب عائشة رضوان الله عليها: إنه جاء عبد الله بن عباس يستأذنُ عليها. قال: فجئتُ وعند رأسها ابنُ أخيها عبدُ الله بنُ عبد الرحمن، وهي تموت (?)، فقلتُ: هذا ابنُ عبَّاس يستأذن. [فأكبَّ عليها عبدُ الله ابنُ أختها، فقال: هذا ابن عباس يستأذن] فقالت: دعني من ابن عباس. فقال لها: يا أمَّتاه، إنَّ ابن عباس من صالحي بَنِيك يسلِّمُ عليك ويودِّعُك. فقالت: ائذن له إنْ شئتَ. فأدخلتُه، فلما جلس قال: أَبْشِرِي، فما بينَكِ وبين أن تَلْقَي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - والأحبَّةَ إلا أن تخرجَ الروحُ من الجسد، كنتِ أحبَّ نساءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، ولم يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يحبُّ إلا طيِّبًا، وسَقَطَتْ قِلادتُكِ ليلةَ الأبواء، فأصبحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى (?) يصبح في المنزل (?)، وأصبح الناسُ وليس [معهم] ماءٌ، فأنزلَ الله تعالى آيةَ التيمُّم، فكان ذلك بسببك وما أنزل الله لهذه الأمَّة من الرُّخْصَة، وأنزلَ اللهُ براءتَكِ من فوق سبع سماواتِه، جاء بها الرُّوحُ الأمين، فأصبحَ وليس مسجدٌ من مساجد الله إلا تُتلى فيه آناءَ الليل والنهار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015