فلمَّا خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أُحد، وعرضَ أصحابَه ورَدَّ من استصغرَه؛ كان فيمن ردَّ سَمُرة، وأجاز (?) رافعَ بنَ خَدِيج، فقال سَمُرَةُ لِمُرَيّ بنِ سِنان: يا أبه، يردُّني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ويُجيز رافع، وأنا أصرعُه. فأخبرَ مُرَيٌّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "تصارعا" (?). فصرعَ سَمُرَةُ رافعًا، فأجازَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.

فشهد سَمُرَةُ أُحُدًا، وكان سَمُرَة إذا ظفر بواحدٍ منهم قَتَلَه شَرَّ قِتْلَة.

وكان الحسن وابنُ سِيرين وفضلاء الصحابة يُثنون عليه، وكان صدوقًا ثقة.

وقال ابن سِيرين: كان سَمُرة صدوق الحديث، عظيمَ الأمانة، يحبُّ الإسلام وأهله حتى أحدَثَ ما أحدثَ (?).

واستَخلفَ زيادٌ على البصرة سمرةَ حين خرج إلى الكوفة، فلما عاد زياد من الكوفة وَجَدَ سَمُرةَ قد قتلَ ثمانية آلاف رجل، فقال له زياد: هل تخاف أن تكون قتلتَ بريئًا؟ فقال: لو قتلتُ أمثالهم لما خفت (?).

وقال أبو السوَّار العدَويّ: قتلَ سَمُرَة من قومي في غداة (?) واحدة سبعةً وأربعين رجلًا، كلُّهم قد قرأ القرآن.

وقال البلاذُري (?): كان زياد بن أبيه قد تجمَّع له العراقان في سنة خمسين، فكان يشتو بالبصرة، ويَصِيفُ بالكوفة، فيقيم في كل مصر ستة أشهر، فإذا خرج عن الكوفة استعملَ عَمْرَو بنَ حُريث، وإذا خرجَ عن البصرة استعملَ عليها سَمُرَةَ بنَ جُنْدُب، فسفك سمُرةُ الدِّماء، وظلمَ الناسَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015